غربةٌ عربيّة...
من Yasmina Hasibi في 5 أغسطس، 2011 في 07:06 صباحاً
....ورغم حُصولي على أوراقٍ رسميّة للاغتراب - تضمنُ - استقراري فيه للسنوات المقبلة..
ورغم أن جَواز سفرٍ ي أشقرٌ ...
إلا أنّ اسمي ظلَّ مكتوباً بخطٍ عربي نبطي ....
إنه الدليل الوحيد على انتمائي -لقبيلتي-.
قبيلتي؟ .. يا لَقبيلتي..!!!
رجالها جعلوني أخضّب يدي بحناء الغربة..
وزرعوني في أرضٍ لا تنبت فيها الا ظلال محشورة لحائط آيلٍ للسقوط...
ألْهموني في غربتي يأسًا له جناحَا معجزة..
ثم حمّلوني ما لا طاقة لي به...
اجبروني على تعلّم الألم...
فأعددتُ في أنواعه... أطروحة نلتُ بها شهادةً فخرية من جامعة الأحزان.. ..
رجال قبيلتي ...اتقنوا البكاءَ لحدود العمى!!!!!
وماتوا من أجلِ... انقسامٍ أكبر!
قال لهم الحسين بن علي رضي الله عنه: "كونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا الى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون"
فامتهنوا الحرية -ضدّ- أنفسِهم ورجعوا لأحْسابِهم عبر قصائدَ شعرية علّقوها على حيطان مغطاّة بالحرير...
ثم قرأوها بتمتمة على أجسادٍ ، اكتفتْ بالموتِ كشهادةٍ عُليَا في مدرسة الحياة.....
رجال قبيلتي..التقطوا عقولهم من تحت ردْم التاريخ ثم أشعلوا اللّحم نارا...
وأطعموه لثورات تنادي بالموت التاريخي لشيوخ القبائل ...
أعلنوا التمرد في زوايا اللحظات التاريخية ...
يقتصّون من الماضي..
ويرشون الدهشة في الحاضر ..
ثمّ يتساءلون -في حيرة- عن كمّ الخسائر في العباد والعتاد....؟
هل تذكّرَ رجالُ قبيلتي بانّ الموت لا يَشبَع؟...
وأن فلسطين مازالت تعانق باستماتة ظلّ شجرة.. أغصانُها..مشتعلَةٌ -منذ اكثرَ من ستّين خيبة- بصقيع اللامبالاة؟
هل تذكّروا بأنّ الوقتَ من ....كرامة
وبِأن سقوط بغداد "مرة اخرى" بأيدي -التّتار- أعاد تكوين الدورة الدموية لغربة العربي داخل نفسهِ؟
يارجال قبيلتي ... تعودتُ في الليل الداجن ان أُشْعل أعواد ثقابٍ رؤوسها من ثلج..
وأن أُضرِِم البرودة في ظلي..
ثم افتح ذراعي لاحتضان جليد الغربة ...
لقد نسيت -أنا- مع السنين.... أن أشعل شموعاً!!.....
ونسيتُم -أنتم- ان تطفئوا نيران التنور التي التهمت ...صفحاتٌ جليلة من تاريخنا العربي!
ياسمينة حسيبي
من Yasmina Hasibi في 5 أغسطس، 2011 في 07:06 صباحاً
....ورغم حُصولي على أوراقٍ رسميّة للاغتراب - تضمنُ - استقراري فيه للسنوات المقبلة..
ورغم أن جَواز سفرٍ ي أشقرٌ ...
إلا أنّ اسمي ظلَّ مكتوباً بخطٍ عربي نبطي ....
إنه الدليل الوحيد على انتمائي -لقبيلتي-.
قبيلتي؟ .. يا لَقبيلتي..!!!
رجالها جعلوني أخضّب يدي بحناء الغربة..
وزرعوني في أرضٍ لا تنبت فيها الا ظلال محشورة لحائط آيلٍ للسقوط...
ألْهموني في غربتي يأسًا له جناحَا معجزة..
ثم حمّلوني ما لا طاقة لي به...
اجبروني على تعلّم الألم...
فأعددتُ في أنواعه... أطروحة نلتُ بها شهادةً فخرية من جامعة الأحزان.. ..
رجال قبيلتي ...اتقنوا البكاءَ لحدود العمى!!!!!
وماتوا من أجلِ... انقسامٍ أكبر!
قال لهم الحسين بن علي رضي الله عنه: "كونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا الى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون"
فامتهنوا الحرية -ضدّ- أنفسِهم ورجعوا لأحْسابِهم عبر قصائدَ شعرية علّقوها على حيطان مغطاّة بالحرير...
ثم قرأوها بتمتمة على أجسادٍ ، اكتفتْ بالموتِ كشهادةٍ عُليَا في مدرسة الحياة.....
رجال قبيلتي..التقطوا عقولهم من تحت ردْم التاريخ ثم أشعلوا اللّحم نارا...
وأطعموه لثورات تنادي بالموت التاريخي لشيوخ القبائل ...
أعلنوا التمرد في زوايا اللحظات التاريخية ...
يقتصّون من الماضي..
ويرشون الدهشة في الحاضر ..
ثمّ يتساءلون -في حيرة- عن كمّ الخسائر في العباد والعتاد....؟
هل تذكّرَ رجالُ قبيلتي بانّ الموت لا يَشبَع؟...
وأن فلسطين مازالت تعانق باستماتة ظلّ شجرة.. أغصانُها..مشتعلَةٌ -منذ اكثرَ من ستّين خيبة- بصقيع اللامبالاة؟
هل تذكّروا بأنّ الوقتَ من ....كرامة
وبِأن سقوط بغداد "مرة اخرى" بأيدي -التّتار- أعاد تكوين الدورة الدموية لغربة العربي داخل نفسهِ؟
يارجال قبيلتي ... تعودتُ في الليل الداجن ان أُشْعل أعواد ثقابٍ رؤوسها من ثلج..
وأن أُضرِِم البرودة في ظلي..
ثم افتح ذراعي لاحتضان جليد الغربة ...
لقد نسيت -أنا- مع السنين.... أن أشعل شموعاً!!.....
ونسيتُم -أنتم- ان تطفئوا نيران التنور التي التهمت ...صفحاتٌ جليلة من تاريخنا العربي!
ياسمينة حسيبي