m3rouf alkhoder
أهلاً بكم في المنتدى الخاص بمعروف الخضر يمكنكم تصفح الموقع ولوضع المشاركات يرجى التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

m3rouf alkhoder
أهلاً بكم في المنتدى الخاص بمعروف الخضر يمكنكم تصفح الموقع ولوضع المشاركات يرجى التسجيل
m3rouf alkhoder
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
m3rouf alkhoder

منتدى شعري ثقافي

designer : yaser marouf email:y.a.s.e.r.94@hotmail.com

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

محاكمة الزعيم أنطون سعادة .....من فادي اسماعيل .

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin


Admin

محاكمة الزعيم أنطون سعادة
من Fadi Ismael‏ في 09 مارس، 2011‏، الساعة 04:24 مساءً‏‏

لم يسبق في تاريخ المحاكمات السياسية ، في العالم اجمع ، وفي التاريخ القضائي منذ أصبح في العالم قضاء وقانون مكتوب ، أن جرت محاكمة متهم خلافاً لكل النصوص ولكل الأعراف ولأبسط حقوق الإنسان كذلك ، كما هي محاكمة انطون سعادة .



سلم الخائن حسني الزعيم انطون سعادة إلى السلطات اللبنانية ، في السادس من تموز ليلاً مشترطاً أن يقتل في الطريق إلى بيروت ، وإلا تجري محاكمته لئلا تفتضح خيانته . وكان مندوباً الحكومة نور الدين الرفاعي مدير قوى الأمن الداخلي والمير فريد شهاب مدير الأمن العام .

إلا أن حسني الزعيم على ما يروى عديله نذير فنصه في مذكراته كان قد صمم على تسليم انطون سعادة لقاء أموال قبضها من الموساد "الإسرائيلي" كما اكتشف رفيقنا الباحث جان دايه وتحت ظروف دولية عربية وأجنبية .

يروي الباحثون أن سعادة دخل القصر الجمهوري وحده ، لأن مرافقه صبحي بركات سيق إلى السجن . وعندما قابله حسني الزعيم قال له : هؤلاء جماعتك ، شوف شغلك معهم وهكذا نشرت الصحف فما كان من سعادة إلا أن رمى المسدس الذي أهداه إياه حسني الزعيم عربوناً لصداقته وإثباتاً للقيام بتنفيذ تعهداته ، في وجه حسني الزعيم ، واتجه صوب نور الدين الرفاعي وفريد شهاب ، اللذين اصطحباه إلى سيارة حكومية لبنانية وأجلساه بينهما ، بينما كان إلى جانب السائق جندي مسلح .

عندما دخلت السيارة إلى وادي الحرير ، طلب نور الدين الرفاعي من سعادة أن ينزل من السيارة لقضاء حاجة لنفسه . فهّم سعادة بالنزول ، إلا أن المير فريد منعه من ذلك .

وصلت إلينا هذه الواقعة فتوجهنا أنا ونزار فؤاد أبو عجرم ، أديب قدورة والدكتور جورج صليبي الى قصر المير فريد في الحدث ، فشكرناه بحرارة ، وقد سمعته بإذني يقول : لو نور الدين قتل سعادة في وادي الحرير كنت مصمماً على قتله ‍‍! ..

المهم والتاريخي ، أن سعادة أودع ثكنة الدرك اللبناني قرب مستشفى أوتيل ديو وجاء كل من بشارة الخوري ورياض الصلح لمشاهدته ليطمئنا الى أنه في قبضتهما .

عين القاضي أديب عفيش محققاً لاستجوابه وكان مدعي عام التمييز يوسف شربل يمثل الحق العام ، وكان يحضر جلسات التحقيق على ما روي لي شخصياً صديقي النقيب الراحل المحامي الكبير جان جلخ ، الذي اخبرني نقلاً عن شربل أن هذا الأخير سأل انطون سعاده ساخراً : يا انطون ، تعرف مصيرك فقل لنا ماذا تشعر الآن ، أجاب سعاده بهدوئه ورصانته وكبريائه : "اعرف أنني سأموت لكن حزبي باق" .

نشرت الصحف - وتبين لي من ملف الدعوى الذي اطلعت عليه بعد حين بواسطة رئيس القلم صديقي الراحل ميشال ابو شقرا أن التحقيق والمحاكمة واجتماع بعض أعضاء لجنة العفو في القصر الجمهوري واخذ توقيع المير مجيد ورياض الصلح وبشارة الخوري ، وتنفيذ الحكم على جناح بيروت، كل هذه المعاملات ، تمت في عشرين ساعة .

وقد ذكر النائب نعيم مغبغب في مقالة نشرها في مجلة الجمهور بالتفصيل كل المخالفات التي ارتكبها التحقيق والمحكمة ولجنة العفو ، وبيّن أنها تشكل فضائح لا مخالفات فحسب .



ولكي نذكر للتاريخ بعض الحقائق . نروي ما قاله لنا الرئيس العلامة وزير العدل والرئيس الأول لمحكمة التمييز ولمجلس القضاء الأعلى الراحل الأستاذ اميل تيان ، قال : دعيت الى القصر الجمهوري بعد منتصف ليل الثامن من تموز لأرأس لجنة العفو للنظر في حكم الإعدام الذي أصدرته المحكمة العسكرية ، فرفضت قائلاً .. لجنة العفو تجتمع في قصر العدل لا في القصر الجمهوري . وبدعوة من رئيسها لا بدعوة من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة . وهكذا فعل عضو اللجنة الراحل جورج السيوفي .

أما اللذان لبيا وخالفا . ووافقا على الحكم فهما رضا التامر وزهدي يكن .

وقد جيء بالكاهن برباري ليعرفه ويناوله القربان المقدس في تلك الساعة المبكرة من صباح الثامن من تموز .

طلب سعاده مقابلة زوجته وبناته فرفض طلبه . سأله القاضي فؤاد بولس الذي كان رئيس محكمة بيروت ما هي وصيته الأخيرة ، فأجاب : أن لي قطعة ارض في ضهور الشوير فيها نزل غير مكتمل تسجل على اسم زوجتي وبناتي بالتساوي ، كما أني أملك أربعمائة ليرة لبنانية توزع على الأربع بالتساوي .



لقد سمعت وأنا نائم قريباً من مكان إعدام سعاده في الرملة البيضاء – الجناح صوت الرصاصات التي اخترقت جسده ، وأفقت مذعوراً ثم عدت الى النوم معتقداً أنني أبصر مناماً .

في ساحة الإعدام ، قال سعاده لجلاديه ، شكراً ، ثم أطلق آية البطولة الأسطورية عندما قال لهم : دعوى عيني مفتوحتين لأرى ،…



كنت قبل الثورة القومية الاجتماعية الأولى وكيلاً عند رجال الشرطة العسكرية إذا سيق أحدهم للمحاكمة بتهمة ما ، وكان قائدهم النقيب حبيب بريدي (زحلة) من أعز أصدقائي ,

استسلمت أنا على يده ، بعد إعدام سعاده بشهرين فأنزلني في منزله ليلة واحدة ليسلمني في اليوم التالي الى المحكمة ، كانت عينا الرجل محمرتين فقال لي :

لا أزال ابكي انطون سعاده . أنا أطلقت على رأسه رصاصة الرحمة

وقد أوصاني بأن انقل الى زوجته وصيته الأخيرة . فرجوته ان يقولها لي فأجاب : للأمانة لا أستطيع . إرادة سعاده كانت أن انقلها الى زوجته وحدها . ومات الرجل بسكتة قلبية . قبل أن يوصل الوصية الى الأمينة الأولى زوجة سعاده .

حكم المحاكم باسم الشعب اللبناني ، وفي دعوى انطون سعاده ، حكمت المحكمة باسمها وباسم الحكومة فقط ، فالشعب اللبناني – إلا الذين باعوا أنفسهم – حكم على المحكمة وحكمها الجائر رافضاً أي تعليل او تبرير الشعب اللبناني كان في حدقته الرافض لحكم الإعدام على سعاده والمهلل والمكبر لبطولته الأسطورية ، الصوت الصارخ في وجه المحكمة والحكم بإدانة الحكم والمحكمة .



لقد كتب كمال جنبلاط استجواباً الى الحكومة اللبنانية مؤرخاً في 9 أيلول 1949 بيّن فيه المخالفات والضغوط الدولية وتدخل بعض رجال الدين الإجرامي ، كما ذكر عبقريات انطون سعاده وبطولته وعظمته

كما كتب غسان تويني في جريدة النهار 9 تموز مقاله الشهير : سعاده المجرم الشهيد الذي اثبت فيه أن الحكم على انطون سعاده كان أشبه بالقضية الإدارية ، فحوكم وحكم بالسجن ثلاثة أشهر قضاها في سجن الرمل .

ومؤخراً قرأت تصريحات ، ثم قرأت في الاثني عشرية للوزير والنائب السابق المحامي الكبير ادمون رزق ، قوله : أن الحكم بإعدام انطون سعاده كان اغتيالاً بكل معنى الكلمة Un arr assina tur et sirple .



ولأننا في صدد المخالفات (هل يمكن تعدادها) نذكر أول ما نذكر ان سعاده دعا للدفاع عنه المحامي الأشهر سيد المنبر الجنائي دون منازع في لبنان والعالم العربي الوزير والنائب أيضاً اميل لحود (عم رئيس جمهورية لبنان السابق اميل لحود ،) فحضر الأستاذ لحود الى المحكمة العسكرية وطلب مهلة 24 ساعة لدراسة الملف ، فرفض طلبه فانسحب ،

سعاده ناداه : يا اميل أريدك أن تبقى ، فخرج غاضباً لا يرد على سعاده ولا على احد ، هاله ما يجري فرفض أن يكون شاهد زور . فاصبح سعاده بلا محام يدافع عنه .

أما المحكمة التي حكمت على سعاده ، فرفضت ان تعترف بأن جرمه سياسي لا يجوز فيه حكم الإعدام بل الاعتقال المؤبد عملاً بنصوص من المواد : 166 – 167 – 168 ، من قانون العقوبات الساري المفعول آنذاك .

ان محاكمة سعاده خرق فاضح – باعتراف مفوض الحكومة آنذاك الأستاذ الراحل ميشال تلجة – لكل مواد قانون أصول المحاكمات الجزائية ، فلماذا اسردها واحدة واحدة ، كما كان خرقاً لنص قانون العقوبات في مواده 166 – 167 – 168 فلماذا الشرح والتعليل ؟

هل يمكن ان نغفر للمحكمة التي حكمت بالإعدام رفضها للمحامي الكبير اميل لحود – الذي نفتخر أننا تتلمذنا على يده إعطاءه مدة 24 ساعة ليدرس الملف ؟ هل هذا الجرم قابل للغفران . وهل كان يمكن للمحكمة ان ترتكب تلك المخالفة لولا أنها كانت محمية من الحكومة القائمة ؟

نكتب . ونتأمل ونستذكر ونتألم ونغضب ونثور ولكن المطلوب هو الإجابة على هذا السؤال : هل استشهد سعاده من اجل هذا ام من اجل انتصار القضية القومية الاجتماعية التي أنشأها ونذر حياته لها وبذل دمه من اجلها ؟

عن براهيم بري كاتب المحكمة

كان المدعي العام يحقق مع نفر من الرفقاء الموقوفين والذين جلبوا من بيوتهم بتهمة العصيان المسلح على الدولة. وقبل أن ينتصف النهار ، نهار السابع من تموز ، إذا بمخابرة تلفونية تقرع في هاتف سجن الرمل من سيار الدرك في بيروت ، تطلب حضور يوسف شربل على جناح السرعة .

فلملم المدعي العام أوراقه وطلب من ابراهيم بري مرافقته الى قيادة درك بيروت لأمر هام . فوضع ابراهيم بري قلم الحبر في جيبه ودلف مع رئيسه الى إحدى السيارات المنتظرة . ومن سجن الرمل راحت السيارة تنهب الأرض والشوارع نهبا لتصل بعد دقائق معدودة الى قيادة الدرك . وهناك في قيادة الدرك شاهد شخصية لم يكن رآها ابراهيم بري من قبل ولا عرفها ، نخرج محاطة بالجنود والمستنطقين والضباط . وسأل كاتب المحكمة عنها فقيل له أنه أنطون سعاده العاصي على الدولة .

وقد نقل سعاده بحراسة مشددة الى المحكمة العسكرية بعدها حالا، حيث طلب شربل مرة ثانية من ابراهيم بري أن يرافقه الى المحكمة .

وبعد الساعة الثانية عشرة بقليل وصل ابراهيم بري الى قاعة المحكمة العسكرية وجلس مقابل المدعي العام شربل ورئيس المحكمة المقدم أنور كرم . وفي أقل من دقيقة أدخل الزعيم قاعة المحكمة محاطا بالحرس والرشاشات والبنادق . لقد كان يرتدي بدلة بنية فاتحة جيد الهندام لا بل ممتازة ، جبهته العريضة بدت تغطي الأعين على إتساعها ، إبتسامته المهذبة كانت تتحدى وحشية الذئاب الذين تحلقوه فاغري الاشداق والأنياب . عيناه كانتا تضيئان ظلمة المكان ووحشته .



وبعد أن هدأ المكان من قرقعات أحذية الجنود واستقر كل في مكانه بادرت المحكمة وسألت سعاده هل ترغب في تعيين محام ، فأجاب نعم وسمى اميل لحود . وفي أقل من لمح البصر أدخل اميل لحود قاعة المحكمة وأعلم برغبة سعاده في توليه الدفاع عنه ، فقبل لحود ولكنه طلب من المحكمة إمهاله اسبوعا لدراسة القضية ، ملفات ووقائع .

فتشاورت المحكمة هنيهة لتعود وترد على طلب محامي الدفاع رافضة الاسبوع المطلوب .

فعاد لحود وطلب ثلاثة ايام . فعادت المحكمة بعد التشاور ورفضت المهلة كذلك .



عندها ادرك لحود لغز المحكمة وعلم أن مصير الرجل مقرر سلفا بدفاع أو بدونه فإعتذر عن قبول مهمة الدفاع الصوري الذي تريده المحكمة ، وخرج من القاعة وهو يقول :

" آسف ، الزعيم يستطيع أن يدافع عن نفسه " .

عندها طلبت المحكمة من أحد الضباط أن يدافع عن الزعيم مراعاة لشكل القوانين المرعية الاجراء شكلا .

وبعدها أعلن بدء المحاكمة ، يقول ابراهيم بري ، عندها أخرج جميع المدنيين بإستثناء الصحفيين الذين سمح لهم التقاط الصور التذكارية حيث توجهت العدسات كلها الى سعاده وهو خلف القفص الحديدي يبتسم إبتسامة المطمئن وكأنه وحده غير معني بأحداث القاعة ، أو كأنه وحده المراقب من خارج هذا العالم نزل قاعة المحكمة لينظر كيف يصنعون العدالة في محكمة حوت كل شيء عدا العدالة . وأخذت الأسئة تنهار على سعاده كالسيل وكلها تنبع من أبجدية الموت والإعدام . وكان سعاده يجيب عليها برباطة جأش وبشجاعة نادرة . أسئلة تتبعها أسئلة لا يمكن للذاكرة أن تحتفظ منها بعد عشرات السنين ،

حدثنا ابراهيم بري ، الا سؤالا ما زال يرن في خاطره الى الان لأن سعاده أجاب عليه جوابا نشر الهيبة والتهيب بين كل الحضور قضاة كانوا أم حراسا . سأله رئيس المحكمة عن سبب إعلان العصيان على الحكومة فرد سعاده قائلا بصوت واضح لا تراجع أو مساومة به : " لقد أهين الحزب أيها السادة لذا أعلن الثورة ليرد على الإهانة " .



رئيس المحكمة : لماذا هل إذا أهين الحزب تعلن الثورة على الدولة وتقتل رجالها في ثورتك؟

سعاده : قلت أهين الحزب وعندما يهان الحزب ليس أمامه إلا رد الإهانة بالثورة وفي الثورة تقع ضحايا من الفريقين في جميع الأحيان . وأردف سعاده قائلا إنه المسؤول الوحيد عن إعطاء الأمر بالثورة .

ثم إنتقلت المحكمة لسؤال سعاده عن أهداف حزبه على الصعيد اللبناني فكان رد سعاده الواضح الصريح على هذا هو تقريره أن لبنان جزء من سوريا الطبيعية ، ولكي يقنع اللبنانيون بهذه الحقيقة هناك عقبة أساسية تحول بينهم وبين هذه القناعة وهي الطائفية .

وعليه فأن غاية الحزب في تحرير المواطن اللبناني من الطائفية ليست من أجل كسب الدعاية للحزب بأنه حزب غير طائفي كشأن بعض الجهات التي ترفع شعار محاربة الطائفية بل هو يصب في صميم الشأن القومي . إذ عندما تزول الطائفية حقا ، أجاب سعاده المحكمة ، عندها تصبح علاقة لبنان القومية بسوريا علاقة طبيعية خارج إطار الإستهجان أو الإتهام .

وكانت المحكمة كلما رأت أن سعاده يخاطبها من فوق حيث لا يمكن لمنطقها أن يطاله تعود وتحاول حصر القضية في إطارها الجنائي ، " عصيان مسلح على الدولة" ، " إطلاق النار على عناصر قوى الأمن ومهاجمة المخافر ، إقتناء السلاح " .

وكان سعاده مقابل هذه الزاوية التي تريد المحكمة حصره ضمنها ، كان دائما يتخندق في الخندق القومي ، ويربط كل سؤال وكل حادثة وكل تهمة بالخطر الصهيوني وبمصلحة القضية القومية ، وكانت فلسطين والخطر اليهودي عليها إحدى أبرز نقاط دفاعه وتوضيحاته للأحداث التي رافقت نشوء الحزب من بدايته حتى وقوف زعيمه في تلك اللحظة في قاعة المحكمة العسكرية في بيروت يواجه حكم الإغتيال السياسي الذي أوكل لحكومة رياض الصلح أمر تنفيذه من قبل أمناء اتفاقية سايكس بيكو وشركائها .

وعندما قاربت الساعة الثالثة ظهرا ورشاشات الأسئلة تصب نحو سعاده بشكل غزير وهو يجيب عليها كذلك بالغزارة المطلوبة ، وان إختلفت منابع الغزارة التي تنطلق منها أسئلة المحكمة وأجوبة الزعيم عليها ، إذ بسعاده فجأة يوقف دولاب المحاكمة عن الدوران ، ويطلب من المحكمة شيئا من الطعام . وتفرست المحكمة بأوجه أعضائها كإنما فاجأها طلب سعاده إذ بينما هي تحاكمه عن العصيان ومهاجمة المخافر ، إذ به يقطع حبل هذه الأسئلة ليقول لها بكل بساطة أنه يحس برغبته للطعام .

عندها طلبت المحكمة من أحد الرتباء في الشرطة ، وكان بيته قريبا من المحكمة ، أن يحضر لسعاده من حواضر بيته . فأسرع الرتيب الى بيته حيث أحضر بعد دقائق صحنا من المعكرونة كانت زوجته قد طبخته لذلك اليوم وكوبا من اللبن . فوضع الطعام أمام سعاده الذي إستأذن المحكمة في الأكل ، وتناول ملعقتين من المعكرونة أردفهما بثلاث معالق من اللبن في الوقت الذي كانت به هيئة المحكمة بأسرها قضاة وحراسا وجدرانا تراقب الرجل كيف يأكل ، كأنها لم تكن شاهدت قبلا رجلا يأكل .

وبعد أن إحتسى سعاده ملعقة اللبن الثالثة طلب رفع الطعام فرفع حالا ليفاجىء سعاده المحكمة بمتابعة جوابه على السؤال الأخير الذي كانت المحكمة قد طرحته عليه قبل طلبه منها الطعام .



وهنا يقول ابراهيم بري أنه بعد تعرفه العملي على شخصية الزعيم وإكتشافه بها شخصية لم يعرف من قبل مثيلا لها أخذ يحس بالخوف والخشية على مصير الرجل .

فكان أن التفت الى رئيس الشعبة الثانية الملازم أول حصواني وسأله هل إذا حكم الزعيم بالإعدام سينفذ به حالا أو يأخذ الحكم تنفيذه وقتا تستلزمه الشكليات القانونية .

فكان رد الملازم حصواني لا ، سينفذ به الحكم حالا .

ومع هذا الجواب الحاسم من رئيس الشعبة الثانية اللبنانية آنذاك رفض ابراهيم بري الا أن يتخدر بالوهم وأنه في لبنان ، لبنان المساومة ولبنان الواسطة ، لا يمكن أن يحدث أمر من هذا القبيل فعاد الى سعاده يتابع إستماع طريقته في الرد على أسئلة المحكمة التي فرغت جعبتها من تلك الأسئلة الحاقدة الموتورة ، ووقف بعدها المدعي العام يوسف شربل ليباشر مرافعته الاتهامية بقضية سعاده حيث إبتدر المحكمة شعرا لصفي الدين الحلبي

" ان الزرازير لما قام قائمها توهمت أنها صارت شواهينا " .

ثم إنطلق سجعا من قبيل " اساءوا فاحسنا ، وظلموا فعدلنا " ،

ومد في هذا الإيقاع عبر ثلث ساعة معددا مهاجمة المخافر والعصيان والثورة على الدولة من قبيل الحزب ، ومحملا سعاده والقوميين المسؤولية على هذا . ثم ختم مرافعته مطالبا بإنزال عقوبة الإعدام بسعاده .

وفي اثناء مرافعة يوسف شربل كان الزعيم ينظر اليه ويهز رأسه ، ثم يدون على وريقة أهم نقاط حقد النيابة العامة ولؤمها . وعندما أتى دور سعاده في الدفاع والرد نظر في أعضاء المحكمة ووقف مبتدئا دفاعا إستمر أكثر من ساعتين وتميز بالخطوط والوقائع التالية :

نصف الساعة الأولى إستولى سعاده على مشاعر المحكمة جميعها بما فيهم الحرس الذين أخذوا يبدلونهم كل عشر دقائق ، وتقوقعت المحكمة أمام سعاده الذي كان يحلق أمامها في دفاعه وكأن على رؤوسها الطير .

وكأنما خاف بعدها يوسف شربل الفتنة بين الحاضرين وإندلاع الميل بينهم نحو سعاده ، فأنتبه الى نفسه الحقيرة وأخذ يقاطع سعاده بدفاعه على طريقة أن يسأله ماذا يقصد بهذا أو بذلك مما يقول، كل هذا لكي يذهب أو يخفف على الأقل من سحر الدفاع الذي كان يتدفق من لسان سعاده الثائر وهو يفند منطلقات النيابة العامة ، مركزا على أهمية العامل القومي الذي يحدد سياسة الحزب وعلى الأخطار المصيرية التي تعصف بالأمة من الخطر اليهودي عليها ، ومن العصف الطائفي الذي لا يقل خطرا عن الخطر اليهودي نفسه .

وكان سعاده يتكلم ويوسف شربل يحاول جهده تعطيل جو التأثر بسعاده الذي ولده الزعيم بين الحاضرين ، ولكن كل هذا لم يكن كافيا ، واستمر دفاع الزعيم متفجرا كالسيل في لغة عميقة الأصول والجذور وفي معاني عميقة الينابيع يشعر أنه يخاطب الأمة والتاريخ لا هؤلاء الجزارين الجهلة الصغار الذين أوكل اليهم تنفيذ أكبر جريمة على أمتنا وعلى شعبنا بعد سايكس بيكو ووعد بلفور .

وعندما شارفت الساعة العاشرة ليلا أتى من طلب من ابراهيم بري مغادرة القاعة بحجة حاجته للراحة بعد عمل اليوم كله ، فنهض المتألم المفجوع الوحيد من مكانه على مضض ، وتوجه الى منزله وهو يودع الزعيم بنظرة أخيرة ، والزعيم شامخا في وقفة العز في قفص التاريخ .



دخل ابراهيم بري منزله قبل منتصف الليل الطويل حيث عاود الإستسلام للهواجس المخدرة " سعاده لن يعدم ففي لبنان لا يمكن أن تحصل أمور من هذا النوع " . وغفا ابراهيم بري ليلة الثامن من تموز على هذا مخدرا بهذا الخاطر الى أن أفاق بعد بضع ساعات على أحداث بائعي الصحف يصرخون في سبات الأمة الراقدة في تك الليلة : " مصرع الزعيم ، إعدام الزعيم " .

اجرى الحوار : سامي بري



سعيد تقي الدين

خطاب لم يلق . أعد ووزع مناشير في ليل 8 تموز . استجوبني الأمن العام بشأنه في اليوم التالي . ودخل السجن بسببه عشرات الشبان . ولكنه بعد ذلك ، صار يلقى علناً وينشر في الصحف .



تلقاني صبيان الحي بصراخ الهزء حين ترجلت ، وراح أحدهم يتباهى مذيعاً ان التاكسي اسمها فورد ، وأعلن ترب له أنه لونها رمادي ، فيما ضج جمهورهم بإخباري ، قبل أن أسألهم ، أن الكاهن ليس هناك .

بل إن أحدهم تسلق السلم وفتح باب العلية من غير أن يطرقه ثم أطل من نافذتها ضاحكاً" :أرأيت ؟ إنه غير موجود" .

ذلك لأن شياطين الحي الصغار صاروا يعرفون عمن اسأل وأصبح يروقهم أني لا أجد من أفتش عنه . ولعلهم لمحوا من تذمري ومن خيبتي ما استثار فيهم السادية ، فجاء جذلهم على نسبة ما تجلى عليّ من زعل وضياع أمل .

فلقد كانت تلك المرة الرابعة التي قصدت فيها إلى رجل الدين لأستطلعه السر الرهيب .



وفي المرة الخامسة توجهت إليه ليلاً وعلى موعد ، فكان هناك .

وحالاً أمحت من ذهني صورة رسمها خيالي ، فلم أجد نفسي أمام شيخ متداع أبيض اللحية ، ولم اسمع صوتاً متهدجاً ، ولا صرعتني مظاهر الوقار وكلمات أبوة ، وجلسنا تحز مسامعي توافه الأحاديث التي تعود الناس مبادلتها فور اجتماعهم .

وطالت النزهة الكلامية على شاطئ الموضوع ، وبرح بي القعود على عتبة باب جئت لأفتحه ، فوثبت إلى الهدف مقاطعاً المحدثين قائلاً :



حدثني يا محترم عن ليل 8 تموز 1949 .

وغاظني من رجل الدين أنه لم بتلبس حالاً بمظاهر التهيب ، بل بدأ الكلام ، بشيء من غير الاكتراث .

ولكن صوته ولهجته وخشوعه وانفعاله بل وبطاءه ، كلها تماوجت مع وقائع ما كان يرويه ، فكأنه عبقري يعزف من موسيقاه

قطعة رائعة على البيانو . فدغدغت أنامله أصابع العاج أولاً بعفوية لا تبالي ، وتوالت الألحان تتأرجح وتتسامى متجانسة متضاربة متوافقة حتى بلغت ذروة موسيقى من غير هذه الدنيا .



فإذا نحن في العلية نكاد لا نسمع ما يقول ، ولا نرى البيانو ولا اللاعب ولا نعي الألحان .

بل شعرنا أن جدران الغرفة انفتحت وارتفعت أرضاً بمن فيها ، فإذا نحن و "سعاده" في السجن ، في الكنيسة ، في المقبرة ، في حفرة من الأرض ، في مسمع الدنيا ، بين المغتربين ، في القصور ، في المحكمة العسكرية ، في المفوضيات ، في غصة القلوب ، في عبسة المغاور ، في لوعة المعاقل ، في رصانة التهذيب ، في هدوء البطولة ، في عزة الصراع ، بين يدي الكبر ، أمام الجلادين ، في طمأنينة المؤمن ، في كهف الغدر ، حراب تطارد المجرمين ، أعلام تصفق للجيوش ، زوبعة تمحق ، وصرخة تعكس موكب التاريخ .

وتناول رجل الدين ورقة من مطاوي جلبابه الأسود الفضفاض منتزعة من دفتر مدرسي ، وهم بقراءتها ، فاعترضته وقلت : اسمعني حديثك لا تقرئني أوراقك ، ولو كانت مذكرات .



فراح يتكلم :

حين فتحت الباب على صوت القرع الشديد في منتصف ذلك الليل ، وجدت نفسي أمام ضباط من الجيش يطلبون إلي أن أرتدي ملابسي وأحمل صليبي وعدة الكهنوت بسرعة .

قلت : ما الخبر ؟

أجابوا : سنعدم أنطون سعاده هذه الليلة . ونريد أن تعرّفه وتقوم بمراسم الدين قبل إعدامه .



قلت : إن أمراً كهذا لا يسعني أن أفعله ، آتوني بإذن من سيادة المطران ، هكذا ينص قانونناً الكنائسي .

قالوا : ليس لدينا من وقت ، إفعل هذا على مسؤوليتنا نحن . فاعتذرت من جديد . وراحوا يلحون عليّ مرددين أن خرق النظام الكنائسي هو أقل ضرراً من أن يرسل مسيحي إلى الموت غير متمم واجباته الدينية .

وأخيراً أذعنت بكثير من التردد والحيرة ، وركبت سيارتهم في طرقات تعج برجال الأمن من جنود وبوليس ودرك وأسلحة مشرعة ، وأطللنا على سجن الرمل ، فإذا هو منار من الداخل والخارج ، ونزلنا حيث كان ضباط آخرون بانتظارنا .

وأقبل عليّ مدير السجن يعرفني إلى نفسه ، وأخبرني أن هذا هو الإعدام الثالث عشر الذي مر به ، وأن الأمر بسيط فأجبته : "لقد مضى عليً ثلاث عشرة سنة في الثوب الكهنوتي، وهذا أول إعدام سأشهده" وكان الطبي الذي اشترك معنا في الحديث مثلي ، لم يشهد إعداماً في ما مضى .

وزاد مدير السجن فقال : إن هذا المحكوم الخائن انطون هو رجل خائن ، وكافر ملحد يبشر بالكفر والإلحاد ، إنه لن يأبه لك يا أبانا هذا الخائن الملحد الكافر .

ودخلنا حيث كان الزعيم ، في حبس من الغلو نعته أنه غرفة ، فوجدناه مفترشاً بساطاً من قذارة ورقع ، وكان هذا الفراش أقصر من قامته ، فجعل من جاكيته وصلة بين الفراش والحائط كي لا ترتطم به قدماه .

وكان نائماً نوماً طبيعياً ، ورأسه على ذراعه اليسرى التي جعل منها بديلاً عن مخدة لم تكن هناك .

وأيقظناه فنهض حالاً ، وبادرنا السلام ، وخصني بقوله : "أهلاً وسهلاً يا محترم" فأبلغناه أنه لم يصدر عنه عفو وأن الإعدام سينفذ به حالاً .

فشكرنا باسماً رزيناً ، واستأذن بلبس جاكيته التي كانت مطوية تحت قدميه ، فأذنوا له ، فشكرهم من جديد ، ولبسها .



وخلوت به ، وسألته إن كان يود أن يقوم بواجباته الدينية ،

فأجاب : لم لا ؟

وطلبت إليه أن يعترف ،

فأجاب : ليس لي من خطيئة أرجو العفو من أجلها ، أنا لم أسرق ، لم أدجل ، لم أشهد بالزور ، لم أقتل ، لم أخدع ، لم أسبب تعاسة لأحد .



وبعد أن فرغت من المراسيم الدينية ، تركنا الغرفة فكبلوا يديه ، وخرجنا إلى مكتب السجن .

هناك طلب أن يرى زوجته وبناته، فقيل له ذلك غير ممكن، وقدموا له ترويقة فاعتذر شاكراً ، ولكنه قبل فنجان القهوة متناولاً إياه بيمناه وأسنده بيسراه ، وكانت تسمع للقيد رنات كلما ارتطم بالفنجان .

وكان الزعيم يبتسم صامتاً هادئاً مجيلاً عينيه من وجه إلى وجه وكأنه يودعنا مهدئاً من روعنا . هنا انفجرت أنا بالبكاء ، وبكي معي بعض الضباط ، بل أن أحدهم أجهش وانتحب .



وبعد أن شرب القهوة ، عاد يصر على لقاء زوجته وبناته ، فسمع الجواب السابق .

وسئل لمن يريد أن يترك الاربعماية ليرة ليرة التي وجدت معه ، فأجاب أنها وقطعة أرض في ضهور الشوير هي كل ما يملك ، وهو يوصي بها لزوجته وبناته بالتساوي .



وطلب مقابلة الصحافيين ، فأخبروه أن ذلك مستحيل ، فسألهم ورقة وقلماً ، فرفضوا ،

فقال : إن لي كلمة أريد أن أدونها للتاريخ .



فصرخ به أحد الضباط منذراً : "حذار أن تتهجم على أحد ، لئلا نمس كرامتك"

فابتسم الزعيم من جديد وقال : أنت لا تقدر أن تمس كرامتي ، ما أعطي لأحد أن يهين سواه ، قد يهين المرء نفسه ،

وأردف يكرر : "لي كلمة أريد أن أدونها للتاريخ ، وأن يسجلها التاريخ" .

فسكتنا جميعاً ، في صمت يلمس سكونه ويسمع دويه. أصارحك أنني كنت في دوار من الخبل ، ومن المؤكد أنني لا أعي كل ما سمعت ، ولكن الراهن أني سمعته ، سمعته يقول :

"أنا لا يهمني كيف أموت ، بل من أجل ماذا أموت . لا أعد السنين التي عشتها ، بل العمال التي نفذتها . هذه الليلة سيعدمونني ، أما أبناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي ، كلنا نموت ، ولكن قليلين منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة . يا خجل هذه الليلة من التاريخ ، من أحفادنا ، من مغتربينا ، ومن الأجانب ، يبدو أن الاستقلال الذي سقيناه بدمائنا يوم غرسناه ، يستسقي عروقنا من جديد" .

ومشينا إلى حيث انتظرنا السيارات ، والزعيم ماش بخطى هادئة قوية يبتسم ، إنه لم ينفعل ، كأن الإعدام شيء نفذ به مرات عديدة من قبل . إنه لم ينفجر حنقاً أو تشفياً . أنه لم يتبجح شأن من يستر الخوف.

في تلك اللحظة وددت لو خبأته بجبتي ، لو تمكنت من إخفائه في قلبي أو بين وريقات إنجيلي . إن عظامي لترتجف كلما ذكرته .

وحين خرجت إلى الباحة رأيت إلى يميني تابوتاً من خشب . من خشب الشوح لم يخف الليل بياضه. وتطلع الزعيم إلى نعشه فلم تتغير ملامحه ولا ابتسامته .

وقبل أن يرقى الجيب ، طلب للمرة الثالثة والأخيرة أن يرى زوجته وأولاده . وللمرة الثالثة والأخيرة ، سمع الجواب نفسه . فتبينت ملامحه ، وفي تلك اللمحة العابرة فقط من عمر ذلك الليل لمحت وميض العاطفة خلال زوبعة الرجولة .

وسارت الجيب بالزعيم يحف به الضباط وخلفه تابوته ، وقافلة سيارات وشاحنات من ورائه وأمامه ملأى بالجنود المسلحة . ولعل مساً من البله اعتراني ، فبدا لي أن تنفيذ الإعدام سيؤجل ، أو أن عفواً سيصدر . سيطر عليّ هذا الوهم فخدرني ، حتى انحرفنا عن الطريق العامة إلى درب ضيقة بين كثبان . ووقفنا في فجوة بين الرمال كأنها فوهة العدم . وقفز من بينهم ، مكبلاً ، إلى عمود الموت المنتظر ، فاقتربوا منه ليعصبوا عينيه ، فسألهم أن يبقوه طليق النظر ، فقيل له : القانون .

أجاب إنني أحترم القانون .

وأركعوه وشدوا وثاقه إلى العمود . وكأن الحصى آلمته تحت ركبته فسألهم إن كان من الممكن إزالة الحصى ، فأزالوها ،

فقال لهم : " شكراً " ، " شكراً " ، رددها مرتين ، وقطع ثالثتها الرصاص .



فإذا بالزعيم وقد تدلى رأسه وتطايرت رئته ، وتناثرت ذراعه اليسرى ، فلم يعد يصل الكف بالكتف إلا جلدة تتهدل .

وكوموا الجثة في التابوت ، وتسارعت القافلة نحو المقبرة ، وهناك كادوا يدفنونها من غير صلاة لو لم يتعال صياحي .

أخيراً قالوا لي : "صل ، إنما أسرع ، أسرع ، صل من قريب" .



ودخلنا الكنيسة ، ووضعنا التابوت على المذبح ، ورحت اصلي ، والدم يتقطر من شقوق الخشب ، ويتساقط على أرض الكنيسة نقاطاً نقاطاً ، ليتجمع

ويتجمع ثم يسيل تحت المذبح .



وخرجنا من المعبد ، ووقفت أمام بابه أواجه الفجر الذي أطل وأناجي الله ، وأسمع رنين الرفوش ترتطم بالحصى وتهيل التراب ، وترتطم بالحصى وتهيل التراب" .

بذا حدثني الكاهن الذي عرّفه .



أقول لك أن تراب الدنيا لم يطمر تلك الحفرة .

أقول لك أن رنين الرفوش في ذلك الفجر سيبقى النفير الداوي ليقظة هذه الأمة . أقول لك أن منارة الحياة قد ارتفعت على فوهة العدم

http://m3rouf.mountada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى