m3rouf alkhoder
أهلاً بكم في المنتدى الخاص بمعروف الخضر يمكنكم تصفح الموقع ولوضع المشاركات يرجى التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

m3rouf alkhoder
أهلاً بكم في المنتدى الخاص بمعروف الخضر يمكنكم تصفح الموقع ولوضع المشاركات يرجى التسجيل
m3rouf alkhoder
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
m3rouf alkhoder

منتدى شعري ثقافي

designer : yaser marouf email:y.a.s.e.r.94@hotmail.com

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

دوموزي .............جورج يونان .........البناء

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin


Admin

[b][color=green][/colorدوموزي
د. جورج يونان - "البناء"

«دوموزي» إسمٌ سومريٌ يعني «الإبن البار»، وسمَّاهُ الساميون: «تموز»، وأعطي للشهر الرابع، أي تموز في التقويم السامي، إذ أن أول نيسان هو رأس السنة عند البابليين وكانوا يحتفلون به ويقيمون الأعراس.
من أساطير الرافدين أن هذا العالم ليسَ مجرّدَ حياةٍ أو موتٍ. الحياةُ دورةُ فصول. الصيفُ للأضاحي، وتدخلُ الأرضُ في غيبوبة في الخريف والشتاء، فتتعرّى الطبيعة وينزلُ الإله دوموزي إلى العالم السفلي ليجابه الأبالسة والموت. وحين ينزِلُ تموز إلى العالم السفلي تحزن عليه أنانا حبيبتُه، وهي عشتار البابلية-الآشورية الكنعانية، وتبكيه النساءُ من أور إلى أورشليم، وتقام له المناحات، إلى أن تذهب أنانا إلى العالم السفلي وتنتشله من براثن الموت.
ودوموزي من آلهة الخصب، يمثل دورة الحياة والموت، وهو الإلهُ الوسيطُ الذي قرّر أن يعيش مع البشر ويدخل حياتهم المادية والأخلاقية والروحية ويهتم بمصير الإنسان وبمدنيَّتِه، لكأنه مسيحٌ قبل المسيح.
ورد إسم دوموزي في كل أساطير بلاد الهلال الخصيب. بعودة تموز، في الربيع، تدُبُّ الحياة مرةً أخرى على الأرض.
آمنت الحضارات الخصيبية بأن الموت ليس النهاية وبعده القيامة «فالموت يتحوّل من مصير فرديٍ مُظلِمْ إلى مرحلةِ تطهيرٍ وتجديد»، «البذورُ الصمَّاءُ تُودَعُ في الأرضِ فتدبُّ الحياةُ فيها لتعطي ورقاً وحبَّاً جديداً».وما يحصل مع النبات يحصلُ مع الإنسان.
خريف
الشمسُ في تشرينَ واهيةً،
يُطارِدُها الغُروبْ.
والموتُ في الحقلِ مذ غابتْ تغاريدُ الطيورْ.
لا العُشبُ يَخْضَوْضِرُ في المراعي،
ولا الأغصانُ على الأشجارِ تَطولْ،
والريحُ، في غُلْمَتِها، حولي، تثورُ،
وعلى التلالِ العُقْمِ، في شبقٍ، تُغيرْ.
يا أيها الموجُ المسافِرُ على المحيطِ،
يا خفْقَ السواري في هديرِ الريحِ...
رَقَدَتْ مراكبي، وطويتُ أشرِعَتي،
ورمادُ أجنحتي، كما الهباءِ يطيرْ
ومواقدي، حولي، خَبَتْ.
وأضلُعي؟... للثلج أسلمتُها،
وأسلمتُ قلبي للصقيعْ.
ما عادَ لي أجنحةٌ تسافرُ،
ولا شبقٌ بأرضِي،
فلِمَنْ تعودِين، يا زُهَيراتِ الربيعْ؟...
شتاء
(القصيدة قصيدتان: القسم الأول رثاء لمدينة أور، والقسم الثاني رثاء حديث)
«أيُّها الأب نانا...»
«لقد دُمِّرت المدينةُ، كما الخزفُ المكسورُ»
«ملأَ أهلُها جوانبَها.»
«هُدِّمتْ أسوارُها، وناحَ أهلوها.»
«في بوَّاباتِها العاليةِ حيثُ تنزَّهوا،»
«طُرحَت الأشلاءُ مُبعثرةً هنا وهناكْ.»
«وفي شوارعِها، حيثُ عُقدَت الأعراسُ والأعيادُ،
نُثِرَتْ أجسادُهم.»
«وحيثُ كانوا يَهيمون تناثرَتِ الجثَثُ.»
«وفي ساحاتِها، حيثُ احتفلوا، تراكَمَ قتلاهم أَكواماً.»
«إيه أَنانا... لقد خُرِّبتْ أور، وشُتِّتَ أهلوها.» (1)
  
لم تُشرقِ الشمسُ في دارنا اليومَ،
ولا اشرأَبَّتْ قممُ الجبالِ في الأَعالي.
وهديرُ الريح يطغَى على خريرِ الجداولِ والسواقي.
والغيمُ الأسودُ غرابٌ يحطُّ على الترابِ، وعلى أسطِحَةِ المنازل.
فلا سماءَ للطيرِ، ولا عشاً على الأرض،
ولا حظائرَ للقطعان.
وأسماكُ البحرِ لم تلِدْ في أدغال القَصَبِ، والقصبُ أتَتْ عليه النارُ.
والجرادُ الزاحفُ يلتهمُ الحصيدَ.
نيرون في المدينةِ
ونَسْلُ لوط يقتحمُ أرضي.
وها هم الغزاةُ يَعتمرون عمائمَ الحُجَّاج،
يضاجعونَ التنِّينَ،
فتتكاثرُ سُلالاتُ الأفاعي في الطُّرُقاتِ والمَداخل.
وتحت سنابكِ المغولِ، يرتمي شعبي القتيل.
ربيع
وجهُكَ، يا نيسانُ، وجهُ الله، عرسٌ.
شُعلةُ الفصحِ،
وعُرسُ الحقلِ، وابتهالاتُ العذارى
ورفوف الطيرِ في خضرِ البراري.
بسمةُ الشقيقِ في السهلِ، في الوديانِ،
في كلِّ الحنايا
فرحُ الأرض،
شبقُ الحقلِ لأرحام الصبايا
هي ذي عشتار على التل،
على الأَشجار العرايا.
تزرع الخضرةَ على الأغصانِ،
في كلِّ الخلايا.
«يقِفُ النجمُ عن دورتِهِ»
يُمعِنُ الطَّرْفَ
وفي إطلالَةِ عشتارْ،
تزدانُ المرايا.
عرسُ تمُّوزَ عرسُ الأرضِ،
فيا طيبَ هاتيك العطايا.
يرحلُ الليلُ، فيا فرحتَنا بالنور، ينساب في كلِّ الزوايا
وخوابي الزيتِ ملأى،
في منازلِنا
وعلى الأرضِ سلامٌ ووئامٌ،
والمنايا؟
يا إلهَ الموتِ،
قد محَوناها المنايا.

 ألقيت هذه المقطوعات الشعرية، مع النصّ التاريخيّ والأسطوريّ التمهيديّ، في مهرجان شعريّ أقيم في وودلف أستوربا ـ نيويورك.
(1) شعرٌ سومريّ لمدينة «أور» التي دمَّرها الفرس.]

http://m3rouf.mountada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى