m3rouf alkhoder
أهلاً بكم في المنتدى الخاص بمعروف الخضر يمكنكم تصفح الموقع ولوضع المشاركات يرجى التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

m3rouf alkhoder
أهلاً بكم في المنتدى الخاص بمعروف الخضر يمكنكم تصفح الموقع ولوضع المشاركات يرجى التسجيل
m3rouf alkhoder
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
m3rouf alkhoder

منتدى شعري ثقافي

designer : yaser marouf email:y.a.s.e.r.94@hotmail.com

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

فرادة البعد المعرفي في الفن ...............حامد سرمك حسن

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin


Admin

حامد سرمك حسن• : ما يبقى يؤسسه الشعراء؛ فرادة البعد المعرفي في الفن

Posted: 03 Jul 2013 08:45 PM PDT

* تدريسي في كلية الآداب / جامغة القادسية
لا شك أن للفن ضرورته للإنسان وللحياة ومكانته المرموقة ضمن دائرة النشاط العقلي جنباً إلى جنب مع قطاع الفكر والفلسفة والعلم، أي قطاع أهل الفكر عموماً. لكن تبقى للفن أهميته الخاصة والمتفردة، بوصفه سعياً لاستكشاف ما لا يستطيعه غيره من قطاعات الفكر ، فلكل قطاع مجاله المعرفي الخاص الذي يعمل فيه ولا يغني غيره عنه، لأن أهـل الفن ((من خلال سعيهم وصراعهم مع الطبيعة والمجتمع، يصهرون الوجود الحسي في ذاتهم، فيحولونه إلى خواطر ذهنية ورؤى، لا يلبثون أن يعيدوها من جديد إلى دنيا الحس، موضوعات وأعمالاً فنية جميلة مؤثرة، كأن لا عهد للدنيا بها من قبل، شأن ما يعمل السحرة وآلهة الأساطير)) (1 ).


هيدغر

بديهياً، إن مثل هكذا إنجاز لا يعد قفزة في فراغ، أو شيئاً لا طائل تحته، لأن الفن في مجمله عملية كشف وإنارة وهداية للآخرين إلى طريق الخير والحقيقة بالإقناع والترغيب والتشويق، وغيرها من أساليب الفن. وللأهمية الكبيرة التي يحظى بها المفكرون ومنهم الفنانون، فإنهم من الشعب بمثابة العقل والقلب. فالفنانون بوصفهم جزءاً من الشعب والوجود الإنساني الأعم، يحاولون بمعية الشعب تطويع الطبيعة وفهم الوجود، من خلال الوعي والتعاطف واكتشاف العلاقات العلية والأسباب المسيـرة للقوى الفاعلة فيهما. ومن خلال معرفة النفس وإعانة الآخرين على فهم أنفسهم، فإنهم، أي الفنانيـن، يسعون لخدمة الإنسانية في طريق الحضارة والحقيقة والجمال والرفاه، من خلال حمـل تجارب الشعب المعرفية والوجدانية . لأنهم في إبداعهم لأعمالهم وأثناء عملية الخلق فإنما يقومون باستبطان تجارب الشعب الحميمة لتكون مادة فنهم وموضوعه من الشعب ولأجله ، لينيروا العناصر الأكثر أهمية ومصيرية في حياة مجتمعاتهم والإنسانية جمعاء ؛ فتكون أعمالهم نتاج الذات الإنسانية الأولى المتجذرة في جميع أفراد المجتمع وكأن الشعب بأجمعه قد أسهم في إبداع الروائع الفنية الخالدة. لكن هل من الممكن إدراج الفنانين جميعاً في هذه الدرجة،ليصبحوا في عداد عقل الشعب، الذي يقوده ويهديه ؟ وكيف يتسنى للفنان أن يبلغ هذه المكانة الرفيعة في الوصول إلى المعرفة الحقة ؟
لا يكون الفن الأصيل وليد شطحات الخيال ونزوات المشاعر والعواطف، أو وليد العبث وعدم الاكتراث، بل إنه، شأنه شأن أي نشاط حقيقي، يتطلب أساساً صلداً من الفهم الواعي للطبيعة والوجود، وللنفس، والجهاد الشاق، ليتمكن من إحراز الأصالة في مجال الإبداع.
يقول “إفلاطون” إن الفنون تكتسب كمالها وسموها الفكري حين تعمل الفكر الطاهر في الطبيعة والسماء، وبهذا يتحقق للفنون الرفعة والثناء. فالشاعر الحق هو الناسك الذي طهر نفسه من الرذيلة ثم غدا لسان صدق لا يصدح إلا بالفضيلة، فلا يصدر منه إلا ما كان متسماً بالحق والخير والجمال. على الشاعر أن يكون متوافقاً و الناموس الكوني ولا يستسلم للقوى التي تبغي إغواءه، سواء التي كانت في داخل نفسه أو في خارجها. عليه أن يكون صابراً ومجاهداً وباذلاً للروح والنفس ليبني بدمه صرح العدالة والحقيقة، لأن الفن هو النضال ضد الإغواء، الإغواء الذي يضطرم في دخيلة الفنان حين يحاكي.
إن الأديـب الكبير، رسول من رسل الحياة، رسالته توحيِد الناس على الخير والفضيلة، أنْ يرفع الحجب فيما بين الناس وفيما بينهم وبين الكون، أنْ يصهر القشور والزيف فيبصرهم بالجوهر، بما فيه نجاتهم وسعادتهم، لأن الأديب الكبير هو من الذين منحوا قدرة الاتصال بواقع الحياة والإطلاع على الخفايا والضمائر، لينيروا للآخرين طريق التقدم والصعود. في ضوء ما تقدم من فهم رسالة الأديب في الحياة، ولأن الأدب في حقيقته تعبير يوحي عن تجربة شعورية، فـإن القيمة الشعورية للأديب، تقدر بمدى إطلاعه على الواقع المختبئ خلف القشور والزيف، والقيمة الجمالية للأدب تقدر بمدى كشفه عن ذلك الواقع.
لكن ما الذي يؤهل الشاعر لهذه القدرة على الإطلاع، ويتيح له معرفة الحقائق والجواهر، أي ما تحت القشور ؟ إن الشاعر حين يمتلك القابلية على الكشف فلأنه في موقع يؤهله لأن يرى، موقع يتطلب كثيراً من الجهد والدماء للوصول إليه وأكثر منها لغرض المكوث فيه. يقول “هيلدرلن” (الشاعر الألماني):
ومع ذلك، فأن ينبغي علينا معشر الشعراء
أن نظل واقفين حاسري الرؤوس
وأن نمسك برق الأب بأيدينا
بل الأب نفسه، و ان نقدم للناس
الهبة السماوية ملفوفة في نشيد…
* * *
ما تقدم يؤكد خطورة مهنة الشاعر الحقيقي وليس الشاعر الزائف (*1)، فالشاعر معرض دوماً لصواعق السماء، ويبقى هكذا صامداً بلا حراك، حاسر الرأس، لتلقي الإشارات السماوية، ومن ثم لتقديمها للناس ملفوفة بنشيد. ويعلق “هيدجر” على قول “هيلدرلن”؛ الإشارات هي منذ العصور الغابرة لغة الآلهة؛ على الشاعر أن يتصيد هذه الإشارات ليجعل منها بعد ذلك إشارات يخاطب بها الناس ، فالشاعر الحق شاهد على عصره وعلى الوجود، بمعنى ما يمتلكه من قدرة على الكشف والإفشاء. ومن خلال كلمة “هيلدرلن” الخالدة ((ولكن ما يبقى يؤسسه الشعراء)) يسعى “هيدجر” لتعيين ماهية الشعر : فالشعر تأسيس بالكلام وفي الكلام، ولكن ما هذا الذي يوضع أساسه ؟ إنه ما يبقى، أن نجعل ما هو باقٍ مستقراً في وجه التيار الذي يحمل كل شيء. وليس الذي يبقى إلا الجوهر والنواميس الحقيقية المسيرة للكون والمحددة لحقيقة الوجود. فمنذ ان نشا الشعر كانت له سمته الميتافيزيقية التي تبرر صلته بالأمور الغيبية والأسطورية،مما أهَّله ليكون لغة نخب الإنسانية الأوائل من كهان وفلاسفة ومشرعين ،معززا ذلك صلته الأكيدة بالشعور والطبع ،وعدم حاجته إلى مرجع فكري لفهمه،ولا يستوجب الرقي العقلي والعلمي او التطور الحضاري. ولغـة الشعر ليست توضيحاً لإشارات السماء فحسب، بل هين في الوقت نفسه، تفسير لصوت الشعب(2 ).فللكون نواميسه وللشعب سننه وأساطيره المقدسة المرتبطة بالسماء والتي لا يتسنى للجميع تفسيرها وفهمها؛ يقول “هيلدرلن”:
لأنها ذكرى مرفوعة إلى العلي العظيم
لكن، ثمة حاجة إلى شخص
ينتمي إلى الملأ الأعلى
لكي يفسر الأساطير المقدسة.
* * *


إليوت

فالشاعر تارة يستلم الإشارات من السماء، وتارة يترجم عن الشعب مفاهيمه المقدسة. إنَّ الشاعر في الحقيقة يقوم في منزلة بين منزلتين، ((ولكنه في هذه المنزلة الوسطى، وفيها وحدها بالذات يتحدد من هو الإنسان، وتقرر آنيته [وإنِّيتَه](*2) ، وهكذا يقيـم الإنسان شعرياً على هذه الأرض))( 3) إن ماهية الشاعر تتحدد على وفق تلك النواميس التي تحكم إشارات السماء وصوت الشعب.
ان الشعر أو الفن بصورة عامة، في حقيقته الحقة،ولكي يكون نبيلا حقا، ليس ترفاً فكرياً أو عاطفياً، بل نضال مستمر ومسؤولية متجددة لغرض دفع الذات والآخرين للوصول إلى الكمال والتمسك بشروط الفضيلة وقوانين الحق والخير والجمال. (*1) . والفنان انما يتأمل الطبيعة والوجود،باستمرار،كي يستوفي الحب. فالحب نتاج المعرفة، ومن الضروري ان تكون المعرفة الصادقة المتعمقة نتاج الحب الخالص. والفنان حينما يصل إلى مرحلة حب الوجود والكائنات، إن كان حبـه أصيلاً، فسيكون في حلٍّ من قيد الأنانية، فالحب الحقيقي هو الحب الخالص من شوائب الامتلاك والمنفعة، وهذا يؤدي بالفنان إلى السعي لرؤية الأشياء ومواضيع تجربته كما هي في ذاتها ولذاتها، ان يرى ماهيتها الحقة، لأنه يسعى إلى التضحية من أجل امتلاك المعرفة، أن تتحقق تجربته وفق ناموس الكون والذي يتجلى في قوانين الحق والخير والجمال. فالتأمل المستند إلى الحب، أو العكس، يؤدي إلى ازالة ما علق بالأشياء من غبار الرتابة والجمود والنظرة الذاتية الضيقة، ثم الخروج من التجربة وقد بلغت الأشياء والحقائق درجة ناصعة البياض تبهر العقل والحواس، لأنه ((في الوقت الذي تنتقل فيه ماهية الأشياء إلى الكلام تبدأ في اللمعان))(4 ).
الفنان الحق هو الذي يعيش بقلب طفل، بمعنى هذه الدهشة التي تتملكه حين رؤية الأشياء وكأنه يراها لأول مرة، لأنه فعلاً قد رآها، بفعل التأمل والحب، بلا غبار يمنع الرؤية الصافية. فقد جلاها بفكره ووجدانه الصادق المفعم بالإخلاص والتضحية ثم رآها في أبهى صورة فاندهش لأنها خلاف ما كان يراها قبل الولوج في تجربته الفنية. فهو، وان كان يحيى بقلب طفل، إلا أنه أكثر استعداداً من الآخرين على الكشف والوصول إلى الحقيقة، وقد يكون هذا عين ما عناه “إليوت” بقوله : إن الفنان أكثر بدائية كما هو أكثر تمدناً، من معاصريه ؛ بمعنى أن العقل قبل المنطقي يتعايش مع الإنسان المتحضر ولكنه يتجلى للشاعر فقط أو من خلاله( 5).
قد قيل أن أهل الدار أعلم بما في الدار؛ وقد يكون الفنان، في مجال المعرفة، مصداقاً لهذه المقولة، لأنه يعيش التجربة بحرارتها وحيويتها، بصدقها وآلامها وآمالها وحلاواتها ومراراتها، تتأصل في وجدانه وتختمر، فتكون في طورٍ فرحاً وفي طور حزناً ودموعاً، فإذا هو في وسط اللجة والمعمعة يختبر الحالة بكل تفاصيلها. ولأنه فيها، فهو في قمة المسؤولية، فلا يكون حديثه عنها ترفاً ولهواً وتزجيةً للوقت، بل هماً وأملاً وتوجساً وتوقعاً صميمياً لانحسار الحزن والألم والظلام والتشتت، وانبلاج الفجر والنور وبزوغ الشمس، شمس الحقيقة والعدالة الإنسانية. هكذا يجلب لنا الفنان الأصيل حقيقة الوجود وحقيقة أنفسنا ويعرضها علينا في أبهى صورة، بلغة المشاعر والوجدان، اللغة التي تفهمها القلوب وتسلم لها العقول ((إن الشعر العظيم لابد وأن يكون مغموساً بدم القلب))( 6).
وبعد ، فلا يبقى مستغرباً ما ذهب إليه “شلنج” من تفضيل للفن على الفلسفة وبقية فروع المعرفة، حيث يقول: إنَّ الفن هو الذي يدخلنا إلى معبد تحوم حوله بقية فروع المعرفة، أما الفلسفة فأنها تقف بنا في ساحة ذلك الحرم (7).

هوامش :
(1) أفلاطون، دراسة في فكره الجمالي: ص103.
(*1) لأننا إذ نبحث عن ماهية الشعر وماهية الشاعر لا يغوينا ما نراه من شعر وشعراء، فالواجب أن نتخلص من القشور لنصل إلى الجوهر، وكثير من الشعر هو كالقشور، ولكننا في ذات الوقت لسنا بقادرين على تمييز الغث من السمين في مجال الشعر والشعراء الا بعد أن نصل إلى معرفة المفهوم الحقيقي لهما، حيث نتمكن بعد ذلك، وبمقياس ذلك المفهوم، أن نميز الشعر من اللا شعر، والشاعر من اللا شاعر.
( 2) ما الفلسفة، مـا الميتافيزيقيا، هيلدرلن وماهية الشعر- تأليف: مارتن هيدجر- ترجمة: فؤاد كامل، محمود رجب- راجعها على الأصل الألماني وقدم لها: عبد الرحمن بدوي – دار الثقافة للطباعة والنشر “سلسلة النصوص الفلسفية” 2، القاهرة، ط2، 1974: ص 153 ،155.
( 3) ينظر: ما الفلسفة، ما الفتافيزيقيا : ص149.
(*1)منذ ان نشا الشعر كانت له سمته الميتافيزيقية التي تبرر صلته بالامور الغيبية والاسطورية،مما اهله ليكون لغة نخب الانسانية الاوائل من كهان وفلاسفة ومشرعين ،معززا ذلك صلته الاكيدة بالشعور والطبع ،وعدم حاجته الى مرجع فكري لفهمه،ولا يستوجب الرقي العقلي والعلمي او التطور الحضاري.
(4 )ينظر: المصدر نفسه: ص155 ، 156 .
(*2) آنية: من آن: يقرر الغزالي أن الآن “طرف يشترك فيه الماضي والمستقبل من الزمان”. ((المعجم الفلسفي: ص28)).
الإنية: إنيّة الشيء هي وجوده الأكمل وهو بعينه ماهيته. ((الأسلوبية والأسلوب: ص ص135-136)).
( 5) ما الفلسفة، ما الميتافيزيقيا؟: ص156.
(*1) قـد عرف “أرسطو” الفن النبيل بأنه ذلك الفن الذي يؤثر على العقل وكذلك الشعور feeling فهذه متعة عقلية وحسية وهي أعلى المتع التي يستطيع الإنسان أن يرتفع اليها. لذلك فالعمل الفني يجب أن يتجه نحو الوحدة بين الصورة والشعور. ((المرجع في الفكر الفلسفي ـ د. نوال الصراف الصائغ – دار الفكر العربي- 1983، د.ط : ص ص93-94)).
( 6) ما الفلسفة، ما الميتافيزيقيا ؟: ص150.
( 7) فائدة الشعر وفائدة النقد: ص105.
( Cool المصدر نفسه: ص155.
(9 ) مغامرات العقل-: ص190… عن مقالة رؤيا شاعر لـ “أديث سيتويل”.
(10 ) فن الشعر: ص1

http://m3rouf.mountada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى