[ مجيد الأسدي : التأسلم فكر مسلح /د.رفعت السعيد (2/2)
Posted: 24 Sep 2013 09:37 PM PDT
majid alasadiالعلمانية والتأسلم
—————–
هوجمت العلمانية التي تعني”اعمال العقل في تفهم الظواهر ” والصقت بها تهمة الإلحاد من قبل المتأسلمين الذين يأخذون من الدين مطية لصالح أهدافهم. وهذا الهجوم ليس وليد اليوم ,وإنما بدأ مع ظهور حركة(الطهطاوي) التنويرية.وقد حدثت في زمن (محمد عبده) معارك فكرية رائعة ,طغت عليها روح الليبرالية المتسامحة ازاء الرأي الآخر ومعاملته بروح الاحترام دون اتهامات منحرفة..استمرت الى زمن محمد فريد وجدي والعقاد وعلي أدهم واسمعيل مظهر.غير ان الصراع بين العلمانية والتأسلم ظل مشتعلا على الدوام” ويكون ليبراليا في زمن ال ازدهار والتحرك الجماهيري,ويصبح عدوانيا وشرسا وغير عقلاني في زمن التردي.”
ان فكرة تسييس الدين أو تديين السياسة مرفوضة قطعا,لأن الدين” يثبت بالأيمان , اما السياسة فتتواجد عبر بوابات الخلاف والصراع البشري والمصالح البشرية.”
ان التقاطع بين الاثنين يبرز في أمور متعددة , ففي الوقت الذي يطالب فيه العلمانيون بإطلاق سراح العقل وحق التشريع بقوانين وضعية وحق تداول السلطة والتعددية الحزبية ,يرفض المتأسلمون كل ذلك,بل وصل بهم الحال الى اعتبار الخداع مبررا شرعيا, اذ نقرأ في لائحة الجهاز السري لجماعة الأخوان المسلمين “للمسلم الحق في ايهام القول للعدو (أي الكذب عليه) حتى يتمكن منه فيقتله” وهم يقصدون بذلك ادعاءهم الأيمان بالديمقراطية وحكم الأغلبية والتعددية الحزبية ,في حين يصرحون ان هناك حزبان فقط :حزب الله المأمور بقيامه , وحزب الشيطان الممنوع قيامه..
rifat alsaedالشباب وحيرته
————–– في كل الدول التي تؤمن بالتطور ,ينظرون الى الشباب نظرة متميزة باعتبارهم الفئة التي يعول عليها في البناء والاعمار وقيادة البلد.غير ان شبابنا يعيشون جوا محبطا نتيجة المصالح الضيقة والأجندات الغريبة التي لا يهمها مستقبل الوطن \او مصيره. مما يدفع بهم الى الارتماء في احضان الارهاب.
لو اخذنا عينة من هؤلاء الشباب ,لوجدنا أكثر من 75% تتراوح اعمارهم بين ال18 وال25 سنة .
اكثر من 70% منهم حاصلون على دبلوم متوسط وهذا يعني انهم ينحدرون من عوائل فقيرة, كما يعني ان هذا النوع من التعليم (صناعي-زراعي-تجاري) لا يرفع من مستواهم ,وهذا يدفعهم الى الأزدواجية , فلا هم من جهة يحصلون بهذا الدبلوم على مهنة فعلية, ولا هم يستطيعون التجاوب مع سوق العمالة المتدنية الأجر.فهم اذن يعيشون بطالة حقيقية والمثل يقول”اليد البطالة نجسة”.وهنا يأتي دور المنظمات المتأسلمة لأصطيادهم! اذ يمنحون المنتمي اليهم وظيفة(ارهابي) ويترقى –حسب ما يقوم به من خدمة الجماعة- الى (أمير قرية)..و(أمير مركز) وهكذا يتدرج في هذه المناصب.”والعمل مريح من كل الأوجه..مرتب مغر,سلاح وسطوة ومهابة تكتسي بطابع روحي نفاذ ومتنفذ”وهو –في ظنه-لا يخسر شيئا ,فاذا سفك دم الآخر المرفوض ,فاز بالمال والمهابة,أما اذا انعكست الرصاصات الى صدره,فقد فاز بالشهادة!
kh rifat 1وهذ المنحى يرجعنا الى عهد الطفولة ,ففي اللحظة التي تطأ بها الأقدام الصغيرة عتبات التعليم ,تفاجأ بهجوم من الرموز المتأسلمة عبر كتب غير حكومية وان كانت مجازة من الوزارة الى دور الحضانة,(وهذه الكتب تطبع على حساب شركة(اخوانية)) وهكذا كلما تقدم الطالب في مراحله الدراسية كلما ازداد تراكم الرموز المتأسلمة في عقله ووجدانه عبر عبارات تسللت بدهاء الى الكتب المدرسية. ولا ننسى هنا دور التلفزيون والقنوات الأسلاموية وما تقدمه من مادة دينية هي بعيدة كل البعد عما يريده الله من عباده.
وهنا يثار سؤال له معناه: من أين يأتي كل هذا التمويل؟؟!
الفكر والعنف
————- ليس ثمة فاصل بين الفكر والفعل,لأن الفعل-كما يرى الكاتب بحق- هو ثمرة لهذا الفكر.ويقرر”فاننا نعتقد ان الإصبع الذي يضغط على الزناد ليطلق النار على (الآخر الكافر) هو في الحقيقة مضغوط عليه بفكرة تلبسته, تصور من خلالها انه (المؤمن) وان الأخر يجب أن يختفي. الفكر اذن هو المصدر والمحرض والضاغط بل والفاعل الأصلي في الفعل الأرهابي.” وهناك الكثير من الأدلة التي تؤيد هذا القول:
فالفرق بين عبارة(جماعة المسلمين) و(جماعة من المسلمين) يشير الى ان الجماعة الاولى هم المسلمون فقط لأن(من) تبعيضية تفيد جماعة ترى رأيا أو تتخذ موقفا مميزا عن بقية المسلمين.وهكذا فان جماعة المسلمين هم أصحاب ادعاء وهذا يعني انهم “اهل الحل والعقد في الإسلام وان من والاهم والى صحيح الدين.وقد ورد ذلك عند(شكري مصطفى) من جماعة (التكفير والهجرة) وبذلك يؤولون الحديث الشريف لصالح فكرتهم”من خرج على الجماعة فاضربوه بحد السيف” وهم بذلك لا يختلفون عن الخوارج الذين أوّلوا الآية” وقال نوح رب لا تذرعلى الأرض من الكافرين ديارا,انك ان تذرهم أضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا” فأفتوا بقتل أطفال خصومهم.ويذهب شكري مصطفى مسافة أبعد من الخوارج في هذا الفهم السقيم , فقد فسر ما ورد في قوله تعالى”وما خلقت الأنس والجن الا ليعبدون” بأنه رفض لتعليم العلوم الحديثة, ويقول”أيما ذرة تعلم يقصد بها غاية غير غاية العبادة فانها ذرة خارجة عن العبودية مضافة الى التأله في الأرض بغير الحق. فالأمة الإسلامية المقبلة , أمة أمية لا تكتب ولا تحسب الا بقدر الحاجة..تماما كما كانت امة رسول الله..”أما(حسن البنا) فيصرح بخلط الدين بالفكر الديني حين يقول”على كل مسلم ان يعتقد ان هذا المنهج كله من الإسلام وان كل نقص منه ,نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة”.وقد قادهم هذا السلوك الى تسييس الدين وتديين السياسة,بحيث ترتدي السياسة ثياب الدين وتتخذ صفة (المطلق) كامل الصحة , وهذا بدوره يقود الى مواجهة المعارض بالعنف..
وفكرة العنف والتهديد به بل ممارسته تنبع من تصور(السياسي) انه وحده يمتلك صحيح الدين ونه مفوض او مكلف بفرضه فان لم يفعل كان ناقص الإيمان
واستمع الى هذا النوع من السياسة يطلقه (عبد الرحمن الساعاتي-والد حسن البنا) في مجلة (النذير) الأخوانية “..اذا الأمة أبت فأوثقوا ايديها بالقيود و اثقلوا ظهرها بالحديد وجرعوها الدواء بالقوة وان وجدتم في جسمها عضوا خبيثا فاقطعوه او سرطانا خطرا فأزيلوه..استعدوا يا جنود فكثير من ابناء هذا الشعب في آذانهم وقر وفي عيونهم عمى”
بل يصل تصريحهم الى حد “ان اعضاء التنظيم الخاص يمتلكون الحق دون اذن من احد في اغتيال من يشاءون من خصومهم السياسيين”
يبقى فقط ان نقول ان كل هؤلاء الإرهابيين المتفرقين في جماعات مثل(الجهاد- طلائع الفتح- الجماعة الإسلامية…) وقبلها جماعة (التكفير والهجرة) هم من أتباع (سيد قطب), الى درجة انهم يسمون اجمالا بالقطبيين. ومن ثمة فلا غرابة ان يقال ان جميع الإرهابيين قد خرجوا من عباءة جماعة الأخوان.
color=#3333ff][/color]
Posted: 24 Sep 2013 09:37 PM PDT
majid alasadiالعلمانية والتأسلم
—————–
هوجمت العلمانية التي تعني”اعمال العقل في تفهم الظواهر ” والصقت بها تهمة الإلحاد من قبل المتأسلمين الذين يأخذون من الدين مطية لصالح أهدافهم. وهذا الهجوم ليس وليد اليوم ,وإنما بدأ مع ظهور حركة(الطهطاوي) التنويرية.وقد حدثت في زمن (محمد عبده) معارك فكرية رائعة ,طغت عليها روح الليبرالية المتسامحة ازاء الرأي الآخر ومعاملته بروح الاحترام دون اتهامات منحرفة..استمرت الى زمن محمد فريد وجدي والعقاد وعلي أدهم واسمعيل مظهر.غير ان الصراع بين العلمانية والتأسلم ظل مشتعلا على الدوام” ويكون ليبراليا في زمن ال ازدهار والتحرك الجماهيري,ويصبح عدوانيا وشرسا وغير عقلاني في زمن التردي.”
ان فكرة تسييس الدين أو تديين السياسة مرفوضة قطعا,لأن الدين” يثبت بالأيمان , اما السياسة فتتواجد عبر بوابات الخلاف والصراع البشري والمصالح البشرية.”
ان التقاطع بين الاثنين يبرز في أمور متعددة , ففي الوقت الذي يطالب فيه العلمانيون بإطلاق سراح العقل وحق التشريع بقوانين وضعية وحق تداول السلطة والتعددية الحزبية ,يرفض المتأسلمون كل ذلك,بل وصل بهم الحال الى اعتبار الخداع مبررا شرعيا, اذ نقرأ في لائحة الجهاز السري لجماعة الأخوان المسلمين “للمسلم الحق في ايهام القول للعدو (أي الكذب عليه) حتى يتمكن منه فيقتله” وهم يقصدون بذلك ادعاءهم الأيمان بالديمقراطية وحكم الأغلبية والتعددية الحزبية ,في حين يصرحون ان هناك حزبان فقط :حزب الله المأمور بقيامه , وحزب الشيطان الممنوع قيامه..
rifat alsaedالشباب وحيرته
————–– في كل الدول التي تؤمن بالتطور ,ينظرون الى الشباب نظرة متميزة باعتبارهم الفئة التي يعول عليها في البناء والاعمار وقيادة البلد.غير ان شبابنا يعيشون جوا محبطا نتيجة المصالح الضيقة والأجندات الغريبة التي لا يهمها مستقبل الوطن \او مصيره. مما يدفع بهم الى الارتماء في احضان الارهاب.
لو اخذنا عينة من هؤلاء الشباب ,لوجدنا أكثر من 75% تتراوح اعمارهم بين ال18 وال25 سنة .
اكثر من 70% منهم حاصلون على دبلوم متوسط وهذا يعني انهم ينحدرون من عوائل فقيرة, كما يعني ان هذا النوع من التعليم (صناعي-زراعي-تجاري) لا يرفع من مستواهم ,وهذا يدفعهم الى الأزدواجية , فلا هم من جهة يحصلون بهذا الدبلوم على مهنة فعلية, ولا هم يستطيعون التجاوب مع سوق العمالة المتدنية الأجر.فهم اذن يعيشون بطالة حقيقية والمثل يقول”اليد البطالة نجسة”.وهنا يأتي دور المنظمات المتأسلمة لأصطيادهم! اذ يمنحون المنتمي اليهم وظيفة(ارهابي) ويترقى –حسب ما يقوم به من خدمة الجماعة- الى (أمير قرية)..و(أمير مركز) وهكذا يتدرج في هذه المناصب.”والعمل مريح من كل الأوجه..مرتب مغر,سلاح وسطوة ومهابة تكتسي بطابع روحي نفاذ ومتنفذ”وهو –في ظنه-لا يخسر شيئا ,فاذا سفك دم الآخر المرفوض ,فاز بالمال والمهابة,أما اذا انعكست الرصاصات الى صدره,فقد فاز بالشهادة!
kh rifat 1وهذ المنحى يرجعنا الى عهد الطفولة ,ففي اللحظة التي تطأ بها الأقدام الصغيرة عتبات التعليم ,تفاجأ بهجوم من الرموز المتأسلمة عبر كتب غير حكومية وان كانت مجازة من الوزارة الى دور الحضانة,(وهذه الكتب تطبع على حساب شركة(اخوانية)) وهكذا كلما تقدم الطالب في مراحله الدراسية كلما ازداد تراكم الرموز المتأسلمة في عقله ووجدانه عبر عبارات تسللت بدهاء الى الكتب المدرسية. ولا ننسى هنا دور التلفزيون والقنوات الأسلاموية وما تقدمه من مادة دينية هي بعيدة كل البعد عما يريده الله من عباده.
وهنا يثار سؤال له معناه: من أين يأتي كل هذا التمويل؟؟!
الفكر والعنف
————- ليس ثمة فاصل بين الفكر والفعل,لأن الفعل-كما يرى الكاتب بحق- هو ثمرة لهذا الفكر.ويقرر”فاننا نعتقد ان الإصبع الذي يضغط على الزناد ليطلق النار على (الآخر الكافر) هو في الحقيقة مضغوط عليه بفكرة تلبسته, تصور من خلالها انه (المؤمن) وان الأخر يجب أن يختفي. الفكر اذن هو المصدر والمحرض والضاغط بل والفاعل الأصلي في الفعل الأرهابي.” وهناك الكثير من الأدلة التي تؤيد هذا القول:
فالفرق بين عبارة(جماعة المسلمين) و(جماعة من المسلمين) يشير الى ان الجماعة الاولى هم المسلمون فقط لأن(من) تبعيضية تفيد جماعة ترى رأيا أو تتخذ موقفا مميزا عن بقية المسلمين.وهكذا فان جماعة المسلمين هم أصحاب ادعاء وهذا يعني انهم “اهل الحل والعقد في الإسلام وان من والاهم والى صحيح الدين.وقد ورد ذلك عند(شكري مصطفى) من جماعة (التكفير والهجرة) وبذلك يؤولون الحديث الشريف لصالح فكرتهم”من خرج على الجماعة فاضربوه بحد السيف” وهم بذلك لا يختلفون عن الخوارج الذين أوّلوا الآية” وقال نوح رب لا تذرعلى الأرض من الكافرين ديارا,انك ان تذرهم أضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا” فأفتوا بقتل أطفال خصومهم.ويذهب شكري مصطفى مسافة أبعد من الخوارج في هذا الفهم السقيم , فقد فسر ما ورد في قوله تعالى”وما خلقت الأنس والجن الا ليعبدون” بأنه رفض لتعليم العلوم الحديثة, ويقول”أيما ذرة تعلم يقصد بها غاية غير غاية العبادة فانها ذرة خارجة عن العبودية مضافة الى التأله في الأرض بغير الحق. فالأمة الإسلامية المقبلة , أمة أمية لا تكتب ولا تحسب الا بقدر الحاجة..تماما كما كانت امة رسول الله..”أما(حسن البنا) فيصرح بخلط الدين بالفكر الديني حين يقول”على كل مسلم ان يعتقد ان هذا المنهج كله من الإسلام وان كل نقص منه ,نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة”.وقد قادهم هذا السلوك الى تسييس الدين وتديين السياسة,بحيث ترتدي السياسة ثياب الدين وتتخذ صفة (المطلق) كامل الصحة , وهذا بدوره يقود الى مواجهة المعارض بالعنف..
وفكرة العنف والتهديد به بل ممارسته تنبع من تصور(السياسي) انه وحده يمتلك صحيح الدين ونه مفوض او مكلف بفرضه فان لم يفعل كان ناقص الإيمان
واستمع الى هذا النوع من السياسة يطلقه (عبد الرحمن الساعاتي-والد حسن البنا) في مجلة (النذير) الأخوانية “..اذا الأمة أبت فأوثقوا ايديها بالقيود و اثقلوا ظهرها بالحديد وجرعوها الدواء بالقوة وان وجدتم في جسمها عضوا خبيثا فاقطعوه او سرطانا خطرا فأزيلوه..استعدوا يا جنود فكثير من ابناء هذا الشعب في آذانهم وقر وفي عيونهم عمى”
بل يصل تصريحهم الى حد “ان اعضاء التنظيم الخاص يمتلكون الحق دون اذن من احد في اغتيال من يشاءون من خصومهم السياسيين”
يبقى فقط ان نقول ان كل هؤلاء الإرهابيين المتفرقين في جماعات مثل(الجهاد- طلائع الفتح- الجماعة الإسلامية…) وقبلها جماعة (التكفير والهجرة) هم من أتباع (سيد قطب), الى درجة انهم يسمون اجمالا بالقطبيين. ومن ثمة فلا غرابة ان يقال ان جميع الإرهابيين قد خرجوا من عباءة جماعة الأخوان.
color=#3333ff][/color]