Hiam Omar
الحزب السوري القومي الاجتماعي أسباب نشأته
شيء عن الحزب
د. غياث ضاهر
يقول سعادة يجب العناية بتدريس تاريخ الحزب تاريخ نشأته و سيره الأول و كيف تغلب على الصعوبات و ما هي القضايا الأولى التي جابهها و كيف عالجها , و كيف أنشأ قضية عظيمة و جعلها
تنتشر و تمتد و تسيطر على الرغم من كل الصعوبات و العراقيل التي اعترضتها ) .
قبل دراسة تاريخ نشوء الحزب يجب معرفة الظروف المحيطة بتلك النشأة , و ذلك لفهم الغرض من إنشاء الحزب , و هذا يؤدي بنا لمعرفة طبيعة الحزب بشكل محدد , و كذلك لمعرفة :
هل اختلفت ظروف المرحلة الحاضرة عن مرحلة التأسيس ؟
و هل التحديات المصيرية التي واجهت نشوء الحزب تغيرت أم أنها ما تزال قائمة ؟.
فما هي الظروف المحيطة بالحزب في مرحلة التأسيس :
1 ـ فقدان السيادة القومية و ضياع الهوية القومية :
حيث مصير الوطن يتقرر بالمساومات الخارجية دون أن يكون للأمة السورية شأن فعلي " حيث ينحسر الاستعباد العثماني فيأتي الاستعمار الفرنسي البريطاني و يقسم الوطن ضمن اتفاقية سايكس بيكو عام 1916و إقامة موطىء قدم لليهود عبر وعد بلفور عام 2/11/1917 و وهب أجزاء أخرا من الوطن إلى الغاصبين .
2 ـ مشروع يهودي :
هجرات يهودية من مختلف أنحاء العالم جاءت إلى فلسطين تحمل فكر عنصري يهودي
تاريخي مغلق متحالفة مع الاستعمار العالمي , تريد إقامة إمبراطورية من الفرات إلى النيل تتضارب مع حقيقة الأمة السورية .
3 ـ المؤسسات الوطنية الموجودة عبارة عن :
ا ـ مراجع دينية ب ـ سلطات إقطاعية ج ـ نظام العشيرة أو رابطة العائلة الدموية .
نشأت على هذه المؤسسات فلسفات سياسية جاءت خلط بين الدين و السياسة و الاجتماع .
4 ـ فقدان الوحدة الاجتماعية : حيث التشريع ديني و المصالح مصالح طوائف ( حيث قيل عن الثورة السورية الكبرى عام 1925 بأنها ثورة درزية ) و الحزبيات الدينية و كذلك انحلال الأفراد من رابطة المجتمع حيث النزعة الفردية و المصلحة الفردية أساس كل مصلحة فليس للفرد علاقة بالقضايا العامة و المجتمع مصاب بالانحطاط المناقبي و طغيان نفسية الرياء و الغش و التزيف و ترديد شعار ( شو بد تشيل الزير من البير ) .
5 ـ ظلم اجتماعي و تدني مستوى الحياة :حيث الرأسمالي الوطني كان أكثر قناعة بالوضع مدفوع بعامل الاننانية و المصالح المستعجلة و بقيت مصالح الأمة للرأسمال الأجنبي و بذلك نجد بأن الأمة غافلة عن ذلك كله في تناقضات تجزئة اجتماعية انحطاطية .
في عمر مبكر سأل أنطون سعاده نفسه بعد أن شاهد هذا الواقع و شعر بما منيا به الشعب السوري هذا السؤال: ( ما الذي جلب على شعبي هذا الويل ؟)
ولم يطلب الإجابة من أجل المعرفة العلمية فقط , بل من أجل اكتشاف الوسيلة الفعالة لإزالة أسباب الويل ومن خلال درس سعاده للعلوم الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية المتقدمة توصل إلى تعين الأمة و معرفة السبب في هذا الويل وهو فقدان السيادة القومية .
ووجد بأن الحل يبدأ ببعث نهضة سورية قومية اجتماعية .و وجد سعاده بأنه لا بد من إيجاد وسائل تؤمن حماية النهضة السورية القومية الاجتماعية ومنها نشأت فكرة إنشاء حزب سري .
وبدأ سعاده يفكر في ذلك منذ عام 1925 حيث نجد ذلك في مقالين له في ذلك العام هما :
( سورية اتجاه بلفور و القضية الصهيونية ) حيث نجد فيهما حافز لإنشاء حزب حيث يقول :
( إن الحركة الصهيونية تتقدم تقدم لا يستهان به فإجراءاتها سائرة على خطة نظامية دقيقة إذا لم تقم في وجهها حركة نظامية أخرى معاكسة لها كان نصيبها النجاح ) .
فجاء تأسيس الحزب في عام 16/11/1932 من خمسة طلاب في الجامعة الأمريكية , وكان الحزب سري و أطلق عليه اسم الحزب السوري القومي , و جعل سعاده نظام الحزب فردي مركزي تسلسلي , و هدف الحزب تغيير الإنسان لتغيير الأوضاع بجعل الأمة السورية موحدة و صاحبة السيادة على نفسها و الإرادة في تقرير مصيرها و قيام الدولة القومية الاجتماعية على أربع دعائم هي : الحرية الواجب النظام القوة التي تشكل المثل العليا للمجتمع الجديد وتم تأسيس الحزب بصرف النظر عن وجود الانتداب , فجاء الحزب يغير المعادلة من الانحطاط إلى النهضة من التجزئة إلى الوحدة من الفوضى إلى النظام من البلبلة إلى الوعي .
فكان الهدف القضاء على الأسباب الداخلية التي أتاحت للحركة الصهيونية بالتقدم من أهدافها و ابتدأ بذلك التاريخ الصحيح للأمة السورية .
نجد بعد ذلك بأن الباعث على إنشاء الحزب ما زال مستمر حيث نجد بأن الحالة الكيانية ما زالت و المشروع الصهيوني مستمر و لم تسقط الحواجز الطائفية و ما زلنا نواجه العالم أخلاط متنافرة و لم يسقط النظام الطبقي الإقطاعي و الرأسمالي و المجتمع في حالة انحلال بسبب النزعة الفردية و المصالح الفردية .
فالحاجة ما زالت ماسة للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يستهدف بناء الإنسان الجديد على أسس نفسية مناقبية لإسقاط الظلم الاجتماعي و الاقتصادي ولتوحيد المجتمع القومي على أساس العدالة الاجتماعية و الاقتصادية و التحرر القومي لكل أجزاء الوطن السوري المغتصبة .[b]
الحزب السوري القومي الاجتماعي أسباب نشأته
شيء عن الحزب
د. غياث ضاهر
يقول سعادة يجب العناية بتدريس تاريخ الحزب تاريخ نشأته و سيره الأول و كيف تغلب على الصعوبات و ما هي القضايا الأولى التي جابهها و كيف عالجها , و كيف أنشأ قضية عظيمة و جعلها
تنتشر و تمتد و تسيطر على الرغم من كل الصعوبات و العراقيل التي اعترضتها ) .
قبل دراسة تاريخ نشوء الحزب يجب معرفة الظروف المحيطة بتلك النشأة , و ذلك لفهم الغرض من إنشاء الحزب , و هذا يؤدي بنا لمعرفة طبيعة الحزب بشكل محدد , و كذلك لمعرفة :
هل اختلفت ظروف المرحلة الحاضرة عن مرحلة التأسيس ؟
و هل التحديات المصيرية التي واجهت نشوء الحزب تغيرت أم أنها ما تزال قائمة ؟.
فما هي الظروف المحيطة بالحزب في مرحلة التأسيس :
1 ـ فقدان السيادة القومية و ضياع الهوية القومية :
حيث مصير الوطن يتقرر بالمساومات الخارجية دون أن يكون للأمة السورية شأن فعلي " حيث ينحسر الاستعباد العثماني فيأتي الاستعمار الفرنسي البريطاني و يقسم الوطن ضمن اتفاقية سايكس بيكو عام 1916و إقامة موطىء قدم لليهود عبر وعد بلفور عام 2/11/1917 و وهب أجزاء أخرا من الوطن إلى الغاصبين .
2 ـ مشروع يهودي :
هجرات يهودية من مختلف أنحاء العالم جاءت إلى فلسطين تحمل فكر عنصري يهودي
تاريخي مغلق متحالفة مع الاستعمار العالمي , تريد إقامة إمبراطورية من الفرات إلى النيل تتضارب مع حقيقة الأمة السورية .
3 ـ المؤسسات الوطنية الموجودة عبارة عن :
ا ـ مراجع دينية ب ـ سلطات إقطاعية ج ـ نظام العشيرة أو رابطة العائلة الدموية .
نشأت على هذه المؤسسات فلسفات سياسية جاءت خلط بين الدين و السياسة و الاجتماع .
4 ـ فقدان الوحدة الاجتماعية : حيث التشريع ديني و المصالح مصالح طوائف ( حيث قيل عن الثورة السورية الكبرى عام 1925 بأنها ثورة درزية ) و الحزبيات الدينية و كذلك انحلال الأفراد من رابطة المجتمع حيث النزعة الفردية و المصلحة الفردية أساس كل مصلحة فليس للفرد علاقة بالقضايا العامة و المجتمع مصاب بالانحطاط المناقبي و طغيان نفسية الرياء و الغش و التزيف و ترديد شعار ( شو بد تشيل الزير من البير ) .
5 ـ ظلم اجتماعي و تدني مستوى الحياة :حيث الرأسمالي الوطني كان أكثر قناعة بالوضع مدفوع بعامل الاننانية و المصالح المستعجلة و بقيت مصالح الأمة للرأسمال الأجنبي و بذلك نجد بأن الأمة غافلة عن ذلك كله في تناقضات تجزئة اجتماعية انحطاطية .
في عمر مبكر سأل أنطون سعاده نفسه بعد أن شاهد هذا الواقع و شعر بما منيا به الشعب السوري هذا السؤال: ( ما الذي جلب على شعبي هذا الويل ؟)
ولم يطلب الإجابة من أجل المعرفة العلمية فقط , بل من أجل اكتشاف الوسيلة الفعالة لإزالة أسباب الويل ومن خلال درس سعاده للعلوم الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية المتقدمة توصل إلى تعين الأمة و معرفة السبب في هذا الويل وهو فقدان السيادة القومية .
ووجد بأن الحل يبدأ ببعث نهضة سورية قومية اجتماعية .و وجد سعاده بأنه لا بد من إيجاد وسائل تؤمن حماية النهضة السورية القومية الاجتماعية ومنها نشأت فكرة إنشاء حزب سري .
وبدأ سعاده يفكر في ذلك منذ عام 1925 حيث نجد ذلك في مقالين له في ذلك العام هما :
( سورية اتجاه بلفور و القضية الصهيونية ) حيث نجد فيهما حافز لإنشاء حزب حيث يقول :
( إن الحركة الصهيونية تتقدم تقدم لا يستهان به فإجراءاتها سائرة على خطة نظامية دقيقة إذا لم تقم في وجهها حركة نظامية أخرى معاكسة لها كان نصيبها النجاح ) .
فجاء تأسيس الحزب في عام 16/11/1932 من خمسة طلاب في الجامعة الأمريكية , وكان الحزب سري و أطلق عليه اسم الحزب السوري القومي , و جعل سعاده نظام الحزب فردي مركزي تسلسلي , و هدف الحزب تغيير الإنسان لتغيير الأوضاع بجعل الأمة السورية موحدة و صاحبة السيادة على نفسها و الإرادة في تقرير مصيرها و قيام الدولة القومية الاجتماعية على أربع دعائم هي : الحرية الواجب النظام القوة التي تشكل المثل العليا للمجتمع الجديد وتم تأسيس الحزب بصرف النظر عن وجود الانتداب , فجاء الحزب يغير المعادلة من الانحطاط إلى النهضة من التجزئة إلى الوحدة من الفوضى إلى النظام من البلبلة إلى الوعي .
فكان الهدف القضاء على الأسباب الداخلية التي أتاحت للحركة الصهيونية بالتقدم من أهدافها و ابتدأ بذلك التاريخ الصحيح للأمة السورية .
نجد بعد ذلك بأن الباعث على إنشاء الحزب ما زال مستمر حيث نجد بأن الحالة الكيانية ما زالت و المشروع الصهيوني مستمر و لم تسقط الحواجز الطائفية و ما زلنا نواجه العالم أخلاط متنافرة و لم يسقط النظام الطبقي الإقطاعي و الرأسمالي و المجتمع في حالة انحلال بسبب النزعة الفردية و المصالح الفردية .
فالحاجة ما زالت ماسة للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يستهدف بناء الإنسان الجديد على أسس نفسية مناقبية لإسقاط الظلم الاجتماعي و الاقتصادي ولتوحيد المجتمع القومي على أساس العدالة الاجتماعية و الاقتصادية و التحرر القومي لكل أجزاء الوطن السوري المغتصبة .[b]