m3rouf alkhoder
أهلاً بكم في المنتدى الخاص بمعروف الخضر يمكنكم تصفح الموقع ولوضع المشاركات يرجى التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

m3rouf alkhoder
أهلاً بكم في المنتدى الخاص بمعروف الخضر يمكنكم تصفح الموقع ولوضع المشاركات يرجى التسجيل
m3rouf alkhoder
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
m3rouf alkhoder

منتدى شعري ثقافي

designer : yaser marouf email:y.a.s.e.r.94@hotmail.com

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

موقف ابن سلام الجمحي من الشعر الموضوع ..................د . جعفر الكتاني - الرباط

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin


Admin

موقف ابن سلام الجمحي من الشعر الموضوع
الدكتور جعفر الكتاني
كلية الآداب - الرباط
1-منهجه في طبقات فحول الشعراء
يصور كتاب ابن سلام " طبقات فحول الشعر" جماع المراحل السابقة لما قبل في فجر الإسلام عن الشعراء الجاهلين، والإسلاميين. من حيث تصنيفهم إلى طبقات، في عيار الجودة، ومن حيث تذوق أشعارهم من لدن الأقدمين. وكان ابن سلام في هذا التدوين غير هياب من أن يبدي قولا، أو يعلل حكما، أو يحدد قيمة، ولكن في حدود جد ضيقة، يكلأها أولا وأخيرا غلبة الرأي العام على الإبداع الشخصي، فيما يعرضه أو يبديه من آراء حول الشعر والشعراء.
وفي ذلك ما فيه من الأهمية لدينا نحن المتأخرين بالقياس إلى ما كان يروج يومئذ عن الشعر والشعراء الجاهليين، والإسلاميين، على حد سواء. حسب ابن سلام أنه كان من المصادر الأساسية لمن كتبوا في الموضوع بعده، مثل أبي الفرج الأصفهاني في " الأغاني " وأبي عبد المرزباني في "الموشح" و أبي علي الحاتمي في " حلية المحاضرة".
وقد زرع ابن سلام شعراء مصنفه إلى طبقات بحسب ما كان يراهم فيها ذواقوا الشعر في الجاهلية وفي الإسلام، فهو لم يوزعهم بحسب اجتهاده المحض، قسم أربعين شاعرا جاهليا مختارين، فحولا، إلى عشر طبقات، أربعة في كل طبقة.








وفعل مثل ذلك بشعراء إسلاميين ووضع من مختاري شعراء القرى خمسة منهم، يمثلون المدينة، وتسعة يمثلون مكة، وخمسة، يمثلون الطائف وثلاثة يمثلون البحرين.
ومما يلاحظ باهتمام في هذا التوزيع، أنه راعى :
أولا : تصنيف الشعراء بحسب بيئاتهم. فمنهم شعراء المدن، ومنهم شعراء القرى. مما يدل على أن المقارنة حين التوزيع لم تتم من يفترقون عن بعضهم في المكان أو الزمان.
ثانيا : أن العرف في بيئته كان يهتم بالجودة أولا قبل الكثرة، و أن الكثرة إنما تحظى بالأسبقية على القلة، إذا كانت كلها جيدة، فالمجيد المكثر أسبق إلى طبقات الفحول.
ثالثا : أن الأسبق بين الفحول إلى أرقى الطبقات من جودة شعره وكثرته تشمل أغراضا متعددة. وقد قال ابن سلام عن خطته (1) "ففصلنا الشعراء من أهل الجاهلية والإسلام والمخضرمين، فأنزلناهم منازلهم، واحتججنا لكل شاعر بما وجدنا له من حجة، وما قال فيه العلماء ..فاقتصرنا من الفحول المشهورين على أربعين شاعرا، فألفنا من تشابه شعره منهم إلى نظرائه، فوجدناهم عشر طبقات، أربعة رهط كل طبقة متكافئين معتدلين". وكرر ابن سلام الإعلان عن خطته في الفقرة ( 47) آخر مقدمته" ثم إنا اقتصرنا بعد الفحص والنظر والرواية عمن مضى من أهل العلم إلى رهط أربعة، على أنهم أشهر العرب طبقة ثم اختلفوا فيهم بعد. وسنسوق في اختلافهم واتفاقهم ونسمي الأربعة. ونذكر الحجة لكل واحد منهم، وليس تبدئتنا واحدا في الكتاب نحكم له، ولا بد من مبتدأ، ونذكر من شعرهم الأبيات التي تكون في الحديث والمعنى".
لقد كانت بيئة ابن سلام ( أواخر القرن الثاني والقرن الثالث) تواجه شعرا كثيرا ينسب لأصحابه أو لغير أصحابه، مما شغل ابن سلام :
1- فعني بتحقيق النص تاريخيا من حيث نسبته إلى قائله، أو هو حاول ذلك على أقل تقدير، بيد أنه بالقطع قد شغله أمر الوضع في الشعر، وتهيب الشهادة بالعزو دون استخدام احتمالات الشك.

2- وعني بتأثير الزمان الذي قيل فيه الشعر لما لظروفه من ضوء يساعد على تبين الواقع من صحة الغزو.
3- كما عني بالمكان الذي تواجد الشعر فيه، لما للمكان من طابع يترك بصماته على الأثر فيكون ذلك مساعدا على تقييم النص وتقويمه.
4- كذلك اهتم ابن سلام بالمناسبة التي دعت إلى قول الشعر وذلك لما لها من أهمية في الشهادة على الثبوت والبطلان.
وأغلب الظن أن فائدة هذه المعايير التي تنبه إليها ابن سلام كانت جلية فيما أفضت به إليه من طرح الشك في نسبة ما بين يديه من شعر إلى المعزو إليهم، الأمر الذي ساعده على لفت الاهتمام إلى ما هو موضوع من الشعر.
ومن الحق لابن سلام وهو من استخدم احتمالات الشك تاريخيا في النصوص، أن نتساءل عن مدى صحة نسبة هذا الكتاب إليه ؟ كتاب " طبقات فحول الشعراء".
من المعلوم أن الكتاب أول ما طبع في فجر هذا القرن طبع بليدن سنة 1916، نشره يوسف هل بمقدمة ألمانية اللغة تحت اسم " طبقات الشعراء" ثم أعيد طبعه بعد ذلك بنحو أربع سنوات بنفس المحتوى في مصر سنة 1920، وتشكل كل من الطبعتين ثلث ما نرى الكتاب عليه اليوم بتحقيق محمود شاكر الذي سمى إنجازه ب " طبقات فحول الشعراء" أخرجه بهذا الاسم سنة 1952 معتمدا على نسخة خطية مجهولة الأصول، وعلى ما سبق أن نقله في الموضوع الأصفهاني والمرزباني بسنديهما عن ابن سلام وفي التصدير الذي كتبه المحقق للطبعة الجديدة أفاض في شرح سبب التسمية الجديدة وفي صحة نسبة الكتاب بصورته الحالية إلى ابن سلام ولم يخف حاجة البحث العلمي إلى الأمل في العثور على نسخة خطية أخرى لمصنف ابن سلام.
إن الكتاب بصورته الجديدة الحالية يضم تصنيف أربعة عشر ومائة شاعر، أربعون منهم في طبقات الجاهليين وأربعون في طبقات الإسلاميين، وأربعة في طبقة أصحاب المراثي وعشرون في طبقة القرى وثمانية في طبقة شعراء يهود.

لقد كانت الغاية من تأليف هذا الكتاب لدى ابن سلام ذوقية أدبية تقويمية مما جعل عمله بداية لمنهج ستحقق قواعده على عهد الآمدي في الموازنة والجرجاني في الوساطة. فقد أثار ابن سلام بعمله قضايا أدبية من صميم النقد لما يحققها عمل الجاحظ في البيان، ذلك أن الجاحظ بما طرحه من اهتمام بالنثر العربي وموضوعاته كان قد شغله بيئته يومئذ من الصراع بين الموالي والعرب. ولذلك كان كتابه " البيان والتبيين" موسوعة أدبية أن تثير الانتباه لمسائل نقدية ولكنها لم تكن قضية الجاحظ الأولى في كتابه، خلاف ما طرحه ابن سلام في كتابه عن الشعر والشعراء الجاهليين والإسلاميين، فقد كان ابن سلام يستقطب وجهات نظر النقدية في طبقات الشعراء وفي النصوص المعزوة إليهم من خلال ما انتهى إليه الرأي لدى إجماع المثقفين العرب. وفي هذا النطاق من تمحيض الذوق الأدبي للصفوة المثقفة التي كان عقبا لها، فإنه راح في مصنفة يثير الشكوك، وهو يقف أمام النصوص حول أصالة النسبة بين الشعر والشاعر الذي يعزى إليه. وهي إثارة للشك مفتتح من جاء بعد ابن سلام من النقاد. مهدت لهم، لأن يوغلوا في تفاصيلها وأسبابها ومذاهبها، ويبنوا عليها، كثيرا من اليقين. أو يكتنفوا بترداد منهجها من غير أن يتوصلوا إلى وسيلة لتفاديها. حاشا رجال تدوين الحديث الشريف (2) .
2- شكوك ابن سلام في صحة بعض الشعراء الذين قبله
لقد دخل ابن سلام إلى موضوعه بتفصيل قال فيهما كلمته بجهير القول كانت الأولى في عرض خطته بسبيل تصنيف الشعراء وفق ما قره علماء بيئته. وكان ذلك موضوع الجزء الأول. أما القضية الأخرى فهي الإبانة عن رأيه فيما هو قبله من شعر، هو مدعو إلى نسبته لذويه، الأمر الذي يحمل على اعتبار ابن سلام صاحب موقف واضح بخصوص عزو الشعر. أعلن عنه غير وجل خمس مرات وهو يدخل إلى طرح طبقاته. استخدم في إحداها لغة التقرير بوجود شعر موضوع ثم أعلن، بلسان من يقرر ويتهم، عن هذا الموقف في مرتين اثنتين وقبل ذلك حاجج بما يدفع به عن موقفه بعد أن قرر واتهم وحاجج دفعة واحدة في فقرة سابقة. فمما قرره قوله : "وفي الشعر المسموع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه، ولا حجة في عربيته. ولا أدب يستفاد ولا معنى يستخرج، ولا مثل يضرب، ولا مديح رائع، ولا هجاء مقذع ، ولا فخر معجب ولا نسيب مستطرف، وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب لم يأخذوه عن أهل البادية، ولم يعرضوه على العلماء، وليس لأحد إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شيء منه أن يقبل من صحيفة ولا يروى عن صحفي.
وقد اختلفت العلماء في بعض الشعر كما اختلفت في بعض الأشياء، أما ما اتفقوا لعيه، فليس لأحد أن يخرج منه" (3) .
ثم قرر واتهم بقوله : "فلما راجعت العرب رواية الشعر، وذكر أيامها ومآثرها، استقل بعض العشائر شعر شعرائهم، وما ذهب من ذكر وقائعهم، وكان قوم قلت وقائعهم، وأشعارهم وأرادوا أن تلحقوا بمن له الوقائع والأشعار فقالوا على ألسن شعرائهم. ثم كانت الرواة بعد، فزادوا في الأشعار التي قيلت، وليس يشكل على أهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا، ولا ما وضع المولدون، وإنما عضل بهم أن يقول الرجل من أهل بادية من ولد الشعراء أو الرجل ليس من ولدهم فيشكل ذلك بعض الإشكال (4) . وقال ابن سلام كذلك : "وكان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها حماد الرواية. وكان غير موثوق به. كان ينحل شعر الرجل غيره، وينحله غير شعره. ويزيد في الأشعار" (5) . ويحاجج ابن سلام في الفقرة التاسعة بما يشبه ما تنتهي به هذه الفقرة، فيقول : "أخبرني أبو عبيد عن يونس قال : قدم حماد البصرة على بال بن أبي بردة ( وهو وال عليها) فقال : ما أطرفني شيئا، فعاد إليه فأنشده القصيدة التي في شعر الحطئية مديح أبي موسى فقال : ويحك ! عدم الحطيئة أبا
موسى (6) ، ولا أعلم به وأنا أروي شعر الحطئية ولكن دعها تذهب في الناس" (7) .
وفي فقرة أخرى يقرر ابن سلام ما يراه من وضع الشعر ويتهم ويحاجج في دفعة واحدة فيقول : "وكان ممن أفسد الشعر وهجنه وحمل كل غثاء منه، محمد بن إسحاق بن يسار ...وكان من علماء الناس بالسير... فقبل الناس عنه الأشعار وكان يعتذر منها ويقول : لاعلم لي بالشعر أوتى به فأحمله، ولم يكن ذلك له عذرا. فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط، وأشعار النساء فضلا عن الرجال، ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود فكتب لهم أشعارا كثيرة، وليس بشعر، إنما هو كلام مؤلف معقود بقواف" (Cool . ومضى ابن سلام في اتهام ابن اسحاق بالغفلة فيقول عنه : "أفلا يرجع إلى نفسه فيقول : من حمل هذا الشعر؟ ومن أداه منذ آلاف من السنين ؟ والله تبارك وتعالى يقول : { فقطع دابر القوم الذين ظلموا} (9) . أي لا بقية لهم. وقال أيضا : { وأنه أهلك عاد الأولى ، ثمودا فما أبقى} (10) وقال في عاد { فهل ترى لهم من باقية} (11) وقال : { قرونا بين ذلك كثيرا} (12) وقال { ألم ياتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله} (13)
إن هذه الشكوك التي أعلن عنها ابن سلام في صحة بعض الشعر الذي قبله، تعد من الهمام الأساسية التي واجهت النقاد الأوائل للأدب. والإعلان عنها من ناقد أول يشير إلى مدى استخدام عقله وفطنته إلى ما هو بصدد نقده فإلى أي مدى تمكن ابن سلام من تطبيق نظرياته على ممارسته للنقد في أوائل الأعمال النقدية بالأدب العربي.
قبل مناقشة هذا الموضوع فإن من الضروري الحديث عن أسباب الوضع في الشعر خلال فترات التدوين لما في ذلك من محاولة الإحاطة بالبواعث العملية والحوافز المجتمعية التي أهابت با بن سلام أن يستخدم احتمالات الشك فيما هو بصدد غزوه لذويه.
3- أسباب الوضع في الشعر
إن الإجابة عما أمكن ابن سلام من تطبيق نظرياته ( أو عدم تطبقها) على ممارسته النقدية في كتابه إنما يشفى فيها عمله النقدي في صلب الكتاب ولكن من الضروري قبل ذلك التعرف على أسباب الوضع في الشعر خلال فترات التدوين ، لأن
فيها محاولة الإحاطة بالبواعث العلمية والحوافز التي أهابت بابن سلام أن يستخدم احتمالات الشك - إن صح أنه استخدمها - فيما هو بصدد عزوه لذويه.
1- إن الغاية من العناية بالشعر لدى الرواة لم تكن مجرد الجانب الفني منه فذلك جانب قيم من جوانب أخرى متعددة كانت سببا في الوضع العمد، والنحل والانتحال، لقد كان الشعر ديوان العرب - كما لا نحتاج إلى القول - سجل مفاخرها بذكر أيامها وأنسابها وأحسابها، ولذلك كان هدف الوضاعين ولا سيما بعد العصر الجاهلي.
وربما كان تأويل ذلك يتمثل في أن القبائل العربية في ظلال الإسلام قد شغلها عن الاحتفال بحفظ الشعر الجاهلي ثورة الإسلام الجديدة بما فيها من نتائج الحرب ومشاغل العراك، وبما قد فرضته تعاليمها من قيم جديدة. ولئن لم يطل البعد بين ما كان يحتفل به العربي في الجاهلية القبيلية وبين ما يحتفل به في عصر الأحزاب السياسية في صدر الإسلام فإن ذلك جملة ما دفع بالرواة إلى الوضع والنحل والانتحال. وفي قريش بالذات بدأ الوضع في الشعر فإنها كانت أولى القبائل العربية عرضة للتفاخر والتناصر بين بعضها لبعض، واجهة التفاخر والتخاذل فيما بينها وبين قريناتها القبائل العربية الأخر. وذلك كله بسبب ثورة الإسلام وعلاقة قريش بصاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام.
2- كما كانت كلمات الشعر وبناؤه اللغوي فيما بعد صدر الإسلام الغاية من الوضع حيث كان عصر التدوين لعلوم اللغة العربية وآدابها في القرن الثاني من أسبابه، فعرف رواة محترفون لهذه الغاية من بينهم محمد بن عبد الملك الفقسعي رواية بني آسد. مثلا للرواة الوضاعين داود بن متمم بن نويرة مثلا للشعراء المتزيدين في أشعار الآباء.
وحفز على ذلك الجدل بين مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة للاستشهاد على الرأي ولم يلت من تقبل الوضع والاستناد إليه الكسائي ولا سبويه.
3- كما كانت الخلافات المذهبية بين علماء الكلام وبين مفسري القرآن سببا آخر على الوضع، أو تقبل المنحول. وقد كان المدونون يبحثون عن الشاهد من الشعر للقناعة المشتركة لدى الجميع بأن العلم أو الخبر الذي لا شاهد له من شعر الأول لا عبرة به ولا أساس له من الصحة. لذلك كانت الغاية أحيانا تبرر الوسيلة. وقد تورط في إخباريون ، على رأسهم محمد بن إسحاق بن يسار الذي حاسبه ابن سلام حسابا عسيرا في مقدمة " طبقاته" وكان الشاعر سهل بن أبي غالب الخزرجي يزعم بأنه يروي أشعار الجن وينشدها في مجالس هارون الرشيد، وقد علق الرشيد على ما يسمعه مرة : إن كنت رأيت ما ذكرت فقد رأيت عجبا، وإن كنت لم تره فقد وضعت أدبا.
- كما كان الإدعاء وجب الاستئثار بالعلم سببا حمل عددا من الرواة على التزيد في الأشعار ونحل الشعر لغير صاحبه. وقد عرف من الكوفة حماد الرواية ( 155 هـ) بذلك كثيرا فقال فيه المفضل الضبي "سلط على الشعر من حماد الرواية ما أفسده فلا يصلح أبدا. فقيل له : وكيف ذلك أيخطئ في روايته أم يلحن ؟ قال : ليته كان ذلك ؟ فإن أهل العلم يردون من أخطأ عن الصواب، ولكنه رجل عالم بلغات العرب وأشعارهم ومذاهب الشعراء ومعانيهم فلا يزال يقول الشعر يشبه به مذهب رجل، ويدخله في شعره، ويجمل ذلك في الآفاق فتختلط أشعار القدماء، ولا يتميز الصحيح منها إلا عند عالم ناقد وأين ذلك ؟"
5- كذلك كان الملق للحاكم من أسباب الوضع كالذي يرويه ابن سلام عما فعله حماد هذا من تخرص عل بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الاشعري والي البصرة حينما نحل الحطيئة شعرا في مديح جد بلال.
6- كما كان الزهو والخيلاء سببا للوضع أو لإقراره في مثل جواب بلال لحماد " ولكن دعها تذهب في الناس" . مع أنه قال قبل ذلك على رواية الحاتمي (14) : "ويحك يمدح أبي الحطيئة ولا أعلم به وأنا أروي شعر الحطيئة كله".
7- كما عرف خلف الأحمر ( 180م) في البصرة يضع الشعر وينحله الفحول من المشهورين . فقد وضع القصيدة المعروفة بلامية العرب.
أقيموا بني أمية صدور مطيكم فإني إلى قـــــوم سواكــــم لأميـــــل
وعزاهم إلى الشنفرى . ووضع شعرا ونحله لتأبط شرا زعم أنه رثى به خاله الشنفرى وقد قال الأصمعي : سمعت خلفا يقول : أنا وضعت على النابغة القصيدة التي فيها
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخـــرى تعلك اللجما
وينسب أبو عبيدة إلى أبي عمرو بن العلاء الزيادة في شعر الحارث بن حلزة، كما ينسب الأصمعي إلى ابن دأب عيسى بن يزيد وضع الشعر في المدينة.
8- وقد دأب المحدثون على الوضع ونسبة ما يضعونه من شعر إلى المشتهرين مثل خلف.
9- ومن ذلك ما يقرضه الشاعر، ثم يتهيب عرضه قبل أن يعرف رأي النقاد فيه، فإذا ما عرفه، لم يعد ذلك يملك وحده التصرف في صحة عزو ما قاله.
10- ومن أسباب الوضع أيضا : الحسد والعبث والتلبيس وذلك للكيد أو للإساءة أو للتشويه. ومن ذلك عزو شعر للبحتري في صفة الذئب لبعض العرب، أو نسبة كلام فج لثعلب.
11- ومما يدخل المنحول وليس بذلك اختلاف الروايات الذي ينشأ عن عادة النطق وفطرة التلفظ، ففي بيت للهذلي أن ذؤيب رواية أبي عمرو بن العلال :
دعاني إليها القلب إني لأمره مطيع فما أدري أرشد طلابها
بينما يرويه الأصمعي : عصاني إليها القلب .... الخ
وربما أدى إلى الإختلاف في الرواية الاعتماد على الحفظ وحده، وقد يحفظ الشاعر كلمات يحرص على وزنها فيبعث ألفاظا أخرى مقومة للوزن، وإن لم تكن محافظة على أصل المعنى من مراد الشاعر.
12- وقد يكون السبب في انتحال الاسم تعدد الرواة أو نسيانهم ، أو اختلافهم. وإن القصيدة الواحدة قد تستجمع هذا كما في بائية كعب بن سعد الغنوسي (15) التي يرثي بها أخاه أبا المغوار فقد روى أبو علي القالي في أمانيه (16) بأن بعض الناس يروي هذه القصيدة لكعب بن سعد الغنوي، وبعضهم يرويها بأسرها لسهم الغنوي وهو من قومه وليس بأخيهن وبعضهم يروي شيئا منها لسهم والمرثى بهذه القصيدة أبا المغوار، واسمه هرم وبعضهم يقول اسمه شبيب ...وهؤلاء كانوا يختلفون في تقديم الأبيات وتأخيرهم وزيادة الأبيات ونقصانها. وفي تغيير الحروف في متن البيت وعجزه وصدره.











(1) الفقرة 26.
(2) راجع مصظفى صادق الرافعي ، ج 1، صص.234-277.
(3) راجع مصطفى صادق الرافعي ، ج 1، صص.234-277.
(4) الفقرة 49 من الطبقات وانظر الفقرة عند الحاتمي 816.
(5) الفقرة 51.
(6) في الحلية : يمدح أبي الحطيئة إلخ ، أنظر الفقرة من الحلية وتمت العنى أسلم وأصح.
(7) بعض الفقرة 52.
(Cool رقم 7.
(9) الأنعام، الآية 45.
(10) النجم ، الآية 50-51.
(11) الحاقة، الآية 8.
(12) الفرقان، الآية 38.
(13) إبراهيم، الآي 9.
(14) فقرة 813 م حلية المحاضرة ولديه المعنى أسلم وأوضح.
(15) شاعر شسلامي أخباره في الآليء،ص.771 و معجم الشعراء، ص.288 ( 2) / 141.
(16) 2/148.
[b]

http://m3rouf.mountada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى