ذكرى إعدام الرفيقين بديع مخلوف ومنعم دبوسي
1955 - 9 - 3
حكاية عز من سجن المزة إلى القنيطرة
صدرت الأوامر من الأركان العامة والعدلية العسكرية والنيابة العامة العسكرية بسرية شديدة بوجوب تنفيذ حكم الإعدام ظلما بالرفيقين بديع مخلوف ومنعم الدبوسي في فجر يوم 3 أيلول وأخذت الاستعدادات وأمر رئيس شرطة الجيش بأخذ الاحتياطات اللازمة ورتب السراج والجراح مسألة تنفيذ الإعدام.
سار الموكب المؤلف من عشرين سيارة وشاحنة عسكرية يقودهم الجراح لتنفيذ حكم الإعدام من سجن المزة إلى مدينة القنيطرة وعلى طول الطريق كانت أصوات وهتافات البطلان بديع مخلوف ومنعم دبوسي.
لمن الحياة يا ابناء الحياة - لنا
ولمن نحيا - لسورية
ومن هو زعيمنا؟ - سعادة
يحيا سعادة - يحيا يحيا يحيا
تحيا سوريا - تحياتحياتحيا.
ثم علا بعد ذلك نشيد سورية لك السلام، وتلاه نشيدا «يابلادي انهضي يابلادي» و«سوريانا». وظل بديع مخلوف ومنعم دبوسي ينشدان ويهتفان حتى وصل الموكب إلى مدخل مدينة القنيطرة.
قبل الإعدام قال الشيخ لبديع مخلوف: ماذا توصي لأهلك، فأجابه بديع «كل من في أمتي هم أهلي ولا طلب عندي ولا وصية سوى قضية أمتي، أريد مجد أمتي وعزها، أريد أن تكون كبيرة عزيزة بين الأمم» وردد عبارات الزعيم: «نحن جماعة نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونحب الموت متى كان الموت طريق إلى الحياة» ونحن جماعة لم تفضل يوماأن تترك عقيدتها وإيمانها وأخلاقها لتنقذ جسدا باليا لا قيمة له «إن السوريين القوميين لايحيدون عن مطلبهم القومي السامي ولو تراكمت جثثهم على طريق الحياة كي تطاها الأجيال القومية الصاعدة سلما نحو المجد» وردد عباراة أخرى تتعلق بعظمة الشهادة «إن أزكى شهادة هي شهادة الدم».
واتجه الشيخ نحو منعم دبوسي وقال له: ماذا توصي يا منعم؟ فأجاب منعم: «لاأوصي إلا بما ذكره رفيقي بديع ولا أطلب إلا عز أمتي ومجدها» وقال بديع إن هؤلاء الذين أمامي وهم هيئة تنفيذ حكم الإعدام يتوهمون أنهم يقتلونني بإعدام جسدي، ولكن، خسئوا، يقتلون جسدي فقط، ولايستطيعون قتل روحي، وما قيمة الجسد البالي؟ إنه فقط درجة في سلم تطاه الأجيال الصاعدة لنصر سورية.
وعندما بدأ المجرم النائب العام العسكري المقدم محمد الجراح بتلاوة مرسوم حكم الإعدام ارتفع صوت بديع «منعم تهيأ»، فأخذ كلاهما وضعية التهيؤ والاستعداد.
وعندما أنهى النائب العام تلاوتة هتف بديع بصوت عال جدا: «لمجد سورية» فما كان من بعض هيئة المحكمة إلا إن قالت بصوت خفيض: «برافو بديع» وهتف منعم: «الخلود لسعادة» وفي هذا الوقت كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة والدقيقة الخامسة تماما عندما أمر الملازم عبد المجيد جمال الدين بإشارة بيده بإطلاق الرصاص فدوت أربع وعشرون طلقة على تلامذة سعادة نصفها على بديع والنصف الثاني على منعم.
هكذا أبطال لن تستطيعوا أن تسيئو إليهم انظروا إلى أحزابهم لايوجد لهم أثر أما حزب هؤلاء الشهداء الأبطال فقد تجذر في جميع كيانات الأمة السورية.
المجد والخلود للشهداء
والخزي والعار للقتلة والمجرمين.
1955 - 9 - 3
حكاية عز من سجن المزة إلى القنيطرة
صدرت الأوامر من الأركان العامة والعدلية العسكرية والنيابة العامة العسكرية بسرية شديدة بوجوب تنفيذ حكم الإعدام ظلما بالرفيقين بديع مخلوف ومنعم الدبوسي في فجر يوم 3 أيلول وأخذت الاستعدادات وأمر رئيس شرطة الجيش بأخذ الاحتياطات اللازمة ورتب السراج والجراح مسألة تنفيذ الإعدام.
سار الموكب المؤلف من عشرين سيارة وشاحنة عسكرية يقودهم الجراح لتنفيذ حكم الإعدام من سجن المزة إلى مدينة القنيطرة وعلى طول الطريق كانت أصوات وهتافات البطلان بديع مخلوف ومنعم دبوسي.
لمن الحياة يا ابناء الحياة - لنا
ولمن نحيا - لسورية
ومن هو زعيمنا؟ - سعادة
يحيا سعادة - يحيا يحيا يحيا
تحيا سوريا - تحياتحياتحيا.
ثم علا بعد ذلك نشيد سورية لك السلام، وتلاه نشيدا «يابلادي انهضي يابلادي» و«سوريانا». وظل بديع مخلوف ومنعم دبوسي ينشدان ويهتفان حتى وصل الموكب إلى مدخل مدينة القنيطرة.
قبل الإعدام قال الشيخ لبديع مخلوف: ماذا توصي لأهلك، فأجابه بديع «كل من في أمتي هم أهلي ولا طلب عندي ولا وصية سوى قضية أمتي، أريد مجد أمتي وعزها، أريد أن تكون كبيرة عزيزة بين الأمم» وردد عبارات الزعيم: «نحن جماعة نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونحب الموت متى كان الموت طريق إلى الحياة» ونحن جماعة لم تفضل يوماأن تترك عقيدتها وإيمانها وأخلاقها لتنقذ جسدا باليا لا قيمة له «إن السوريين القوميين لايحيدون عن مطلبهم القومي السامي ولو تراكمت جثثهم على طريق الحياة كي تطاها الأجيال القومية الصاعدة سلما نحو المجد» وردد عباراة أخرى تتعلق بعظمة الشهادة «إن أزكى شهادة هي شهادة الدم».
واتجه الشيخ نحو منعم دبوسي وقال له: ماذا توصي يا منعم؟ فأجاب منعم: «لاأوصي إلا بما ذكره رفيقي بديع ولا أطلب إلا عز أمتي ومجدها» وقال بديع إن هؤلاء الذين أمامي وهم هيئة تنفيذ حكم الإعدام يتوهمون أنهم يقتلونني بإعدام جسدي، ولكن، خسئوا، يقتلون جسدي فقط، ولايستطيعون قتل روحي، وما قيمة الجسد البالي؟ إنه فقط درجة في سلم تطاه الأجيال الصاعدة لنصر سورية.
وعندما بدأ المجرم النائب العام العسكري المقدم محمد الجراح بتلاوة مرسوم حكم الإعدام ارتفع صوت بديع «منعم تهيأ»، فأخذ كلاهما وضعية التهيؤ والاستعداد.
وعندما أنهى النائب العام تلاوتة هتف بديع بصوت عال جدا: «لمجد سورية» فما كان من بعض هيئة المحكمة إلا إن قالت بصوت خفيض: «برافو بديع» وهتف منعم: «الخلود لسعادة» وفي هذا الوقت كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة والدقيقة الخامسة تماما عندما أمر الملازم عبد المجيد جمال الدين بإشارة بيده بإطلاق الرصاص فدوت أربع وعشرون طلقة على تلامذة سعادة نصفها على بديع والنصف الثاني على منعم.
هكذا أبطال لن تستطيعوا أن تسيئو إليهم انظروا إلى أحزابهم لايوجد لهم أثر أما حزب هؤلاء الشهداء الأبطال فقد تجذر في جميع كيانات الأمة السورية.
المجد والخلود للشهداء
والخزي والعار للقتلة والمجرمين.