الرئيسية
أحدث الصور
ابن الرّاوُندي : أكبر مُلحد في تاريخ الإسلام ؟ أم عالم طبيعة فذ اكتشف بعضاً من قوانينها وآليات دفاع الجسم ومهدداته الخارجية وأزلية وأبدية الكون ؟؟
هو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن الراوندي . عاش عمراً قصيراً من سنة 210 إلى سنة 250 هجرية . لكن حافلاً بالعطاء الفكري والمعرفي والفلسفي . ازداد ودرس في مدينة راوند الفارسية . وكان مجدّاً في دراسته مثيراً للإعجاب . . درس الرياضيات والفلسفة والمنطق والعلوم الطبيعية في كتب اليونان . وخاصةً كتب أرسطو aristote المشهور بعلمه الطبيعي . وهو ما دفعه لمناقضة كتب الفقه والعقائد بسبب امتلائها بالأساطير ومناقضتها للعقل . خاصةً اعتبار اليونان العالم قديم وغير مخلوق ، وغير نهائي في البداية والنهاية . ولا يمكن خلق شيء من لاشيء ex nihilo nihil fit . وهو ما يستقيم مع العقل . أما فكرة الخلق من عدم وخلق المسيح بدون زوج فهي من الخرافات التي آمن بها الفقهاء والتي لا أساس لها من الصحة . بل فُرضت على الناس فرضاً . مما جعل ابن الراوندي يكذبها . كما كذب فكرة الألوهية la divinité واعتبرها مجرد أسطورة تناقلها القدماء بسبب جهلهم وسذاجتهم . وعدم تسلحهم بالمنطق وعلوم الطبيعة . واعتبر الكائنات تطورت من تلقاء نفسها بفعل عملية التكيف adaptation مع الطبيعة . وهي فكرة سبق بها داروين darwin بأكثر من ألف سنة . كما كذب فكرة النبوة والوحي واعتبر القرآن منقول من الديانات السابقة عليه وخاصةً اليهودية والمسيحية . كما تحدّث عما يهدد الجسم من داخله من أعداء ، ووجود مضادات لمنع الفتك به . مما جعل العلماء يكتشفون الميكروبات والڤيروسات . والكريات البيضاء التي تشكل المناعة أو المضادات الحيوية . ومن ثم استعمال التلقيح لتقوية المناعة الدفاعية للجسم بعد باستور وتعميمها على الأمراض الأساسية إنطلاقاً من الأربعينات من القرن الماضي . كما تحدث عن محاربة مرض السرطان المستعصي ، بإدخال مرض آخر أخف منه للقضاء عليه . وهي فكرة استُعملت في العصر الحديث . كما اعتبر الشر الناتج عن الزلازل والبراكين والأعاصير من الطبيعة ، وليست من الله . وهي فكرة أخذها ربما عنه ڤولتير voltaire في نقده لإيمان عالم الرياضيات الألماني لايبنيز leibniz الذي آمن بأن العالم مثالي وخال من الشر لأن الله لا يفعل إلا الخير في كتابه candide . كما اعتبر الموت شيئاً طبيعياً لا يرجع لله أو الملائكة . وإنما هو نهاية طبيعية لجميع الأجسام الحية . ولا يمكن إعادة الجسم الميّت للحياة مرةً أخرى . لذلك اعتبر اعتقاد الفراعنة بعودة الروح للجسم ، وتحنيطها بإفراغها من أحشائها كي تستعيد أعضاءها بعد الموت لتخلد في الجنة ، مجرد خيال وخرافات وأساطير . تخيلها رجال الدين القدماء لعدم قدرتهم على تصور النهاية في الحياة الدنيا . أما الآخرة فمجرد تخيل وهذيان . وقد ذُكر عدد كبير من كتبه لم تصل إلينا لكن لخصها البعض كالطبري ومنها : الابتداء والإعادة . والأسماء والأحكام . وغيرها كثير .
والغريب أنه لم يتعرض للقتل أو التهديد بل ناقشه الفلاسفة والخلفاء وحاولوا إقناعه بكون المعتقدات الدينية صحيحة . بينما اعتبرها هو مجرد خرافات . لو كان في عصرنا الحالي وقال أدنى بكثير مما قاله لأهدر دمه ، وقامت الدنيا ولم تقعد حتى يسفك دمه . ليس دفاعاً عن الدين . وإنما عن مصالح الذين لا يتورعون في سرقة أموال الشعب ويدعون دفاعهم عن العقيدة والشريعة السمحة . بينما أخلاقهم بعيدةً كل البعد عن أخلاق العلماء والفلاسفة . كما فعلوا مع سلمان رشدي . وتكفير العلماء بغير حق . ففكر ابن الراوندي لا يختلف كثيراً عن فكر داروين واسبينوزا ولوك وهوبز وروسو ولابلاص وكارل ماركس . لكن ويل لمن سبق عقله زمانه .!
هو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن الراوندي . عاش عمراً قصيراً من سنة 210 إلى سنة 250 هجرية . لكن حافلاً بالعطاء الفكري والمعرفي والفلسفي . ازداد ودرس في مدينة راوند الفارسية . وكان مجدّاً في دراسته مثيراً للإعجاب . . درس الرياضيات والفلسفة والمنطق والعلوم الطبيعية في كتب اليونان . وخاصةً كتب أرسطو aristote المشهور بعلمه الطبيعي . وهو ما دفعه لمناقضة كتب الفقه والعقائد بسبب امتلائها بالأساطير ومناقضتها للعقل . خاصةً اعتبار اليونان العالم قديم وغير مخلوق ، وغير نهائي في البداية والنهاية . ولا يمكن خلق شيء من لاشيء ex nihilo nihil fit . وهو ما يستقيم مع العقل . أما فكرة الخلق من عدم وخلق المسيح بدون زوج فهي من الخرافات التي آمن بها الفقهاء والتي لا أساس لها من الصحة . بل فُرضت على الناس فرضاً . مما جعل ابن الراوندي يكذبها . كما كذب فكرة الألوهية la divinité واعتبرها مجرد أسطورة تناقلها القدماء بسبب جهلهم وسذاجتهم . وعدم تسلحهم بالمنطق وعلوم الطبيعة . واعتبر الكائنات تطورت من تلقاء نفسها بفعل عملية التكيف adaptation مع الطبيعة . وهي فكرة سبق بها داروين darwin بأكثر من ألف سنة . كما كذب فكرة النبوة والوحي واعتبر القرآن منقول من الديانات السابقة عليه وخاصةً اليهودية والمسيحية . كما تحدّث عما يهدد الجسم من داخله من أعداء ، ووجود مضادات لمنع الفتك به . مما جعل العلماء يكتشفون الميكروبات والڤيروسات . والكريات البيضاء التي تشكل المناعة أو المضادات الحيوية . ومن ثم استعمال التلقيح لتقوية المناعة الدفاعية للجسم بعد باستور وتعميمها على الأمراض الأساسية إنطلاقاً من الأربعينات من القرن الماضي . كما تحدث عن محاربة مرض السرطان المستعصي ، بإدخال مرض آخر أخف منه للقضاء عليه . وهي فكرة استُعملت في العصر الحديث . كما اعتبر الشر الناتج عن الزلازل والبراكين والأعاصير من الطبيعة ، وليست من الله . وهي فكرة أخذها ربما عنه ڤولتير voltaire في نقده لإيمان عالم الرياضيات الألماني لايبنيز leibniz الذي آمن بأن العالم مثالي وخال من الشر لأن الله لا يفعل إلا الخير في كتابه candide . كما اعتبر الموت شيئاً طبيعياً لا يرجع لله أو الملائكة . وإنما هو نهاية طبيعية لجميع الأجسام الحية . ولا يمكن إعادة الجسم الميّت للحياة مرةً أخرى . لذلك اعتبر اعتقاد الفراعنة بعودة الروح للجسم ، وتحنيطها بإفراغها من أحشائها كي تستعيد أعضاءها بعد الموت لتخلد في الجنة ، مجرد خيال وخرافات وأساطير . تخيلها رجال الدين القدماء لعدم قدرتهم على تصور النهاية في الحياة الدنيا . أما الآخرة فمجرد تخيل وهذيان . وقد ذُكر عدد كبير من كتبه لم تصل إلينا لكن لخصها البعض كالطبري ومنها : الابتداء والإعادة . والأسماء والأحكام . وغيرها كثير .
والغريب أنه لم يتعرض للقتل أو التهديد بل ناقشه الفلاسفة والخلفاء وحاولوا إقناعه بكون المعتقدات الدينية صحيحة . بينما اعتبرها هو مجرد خرافات . لو كان في عصرنا الحالي وقال أدنى بكثير مما قاله لأهدر دمه ، وقامت الدنيا ولم تقعد حتى يسفك دمه . ليس دفاعاً عن الدين . وإنما عن مصالح الذين لا يتورعون في سرقة أموال الشعب ويدعون دفاعهم عن العقيدة والشريعة السمحة . بينما أخلاقهم بعيدةً كل البعد عن أخلاق العلماء والفلاسفة . كما فعلوا مع سلمان رشدي . وتكفير العلماء بغير حق . ففكر ابن الراوندي لا يختلف كثيراً عن فكر داروين واسبينوزا ولوك وهوبز وروسو ولابلاص وكارل ماركس . لكن ويل لمن سبق عقله زمانه .!
